للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنزل هذه الآية، قاله ابن عباس.

(١٤٠٥) والثاني: أنها نزلت في الأغنياء، وذلك أنهم كانوا يكثرون مناجاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويغلبون الفقراء على المجالس، حتى كره رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت هذه الآية، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئاً، وأما أهل الميسرة فبخلوا، واشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فنزلت الرخصة، قاله مقاتل بن حيَّان.

(١٤٠٦) وإلى نحوه ذهب مقاتل بن سليمان، إلا أنه قال: فقدر الفقراء حينئذ على مناجاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولم يقدِّمْ أحدٌ من أهل الميسرة صدقة غير عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

(١٤٠٧) وروى مجاهد عن عليّ رضي الله عنه قال: آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولن يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى. كان لي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلّى الله عليه وسلم قدَّمت درهماً، فنسختها الآية الأخرى أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا الآية.

قوله عزّ وجلّ: ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ أي: تقديم الصدقة على المناجاة خير لكم، لما فيه من


ضعيف، أخرجه ابن أبي حاتم كما في «الدر» ٦/ ٢٧٢ عن مقاتل بن حيان، وهذا مرسل، فهو ضعيف.
عزاه المصنف لمقاتل بن سليمان، وهو ممن يصنع الحديث، فخبره لا شيء.
ضعيف. أخرجه الطبري ٣٣٧٨٨ عن مجاهد مرسلا، والمرسل من قسم الضعيف. وروي عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية، دعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: أما ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فكم؟
قلت: حبة أو شعيرة، قال: إنك لزهيد، فنزلت: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ قال علي: فبي قد خفف الله عن هذه الأمة. أخرجه الترمذي ٣٣٠٠ وابن أبي شيبة ١٢/ ٨١- ٨٢ وأبو يعلى ٤٠٠ وابن حبان ٦٩٤١ والعقيلي في «الضعفاء» ٣/ ٢٤٣ من طريق عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي بن أبي طالب به. وأخرجه الطبري ٣٣٧٩٦ وابن حبان ٦٩٤٢ والنسائي في «الخصائص» ١٥٢ عن سفيان الثوري بالإسناد المذكور. وأخرجه ابن عدي في «الكامل» ٥/ ٢٠٤ من طريق شريك عن عثمان المغيرة به. وفي إسناده علي بن علقمة. قال العقيلي:
قال البخاري في حديثه نظر. وفي «الميزان» ٥٨٩٣: وقال ابن المديني: لا أعلم له راويا غير سالم اه. وفي هذه إشارة إلى أنه مجهول. وقال عنه ابن حبان في «المجروحين» ٢/ ١٠٩ منكر الحديث يروي عن علي بما لا يشبه حديثه، فلا أدري سمع منه، أو أخذ ما يروي عنه عن غيره. والذي عندي ترك الاحتجاج به إلا حين وافق الثقات من أصحاب علي اه. وتابعه ابن أبي ليلى عند الحاكم ٢/ ٤٨١- ٤٨٢ وصححه الحاكم على شرطهما! ووافقه الذهبي! والصواب أن فيه يحيى بن المغيرة السعدي، وهو لم يرو له الشيخان، ولا أحدهما لكن وثقه أبو حاتم وابن حبان، وللحديث علة أخرى، وهي الإرسال، حيث رواه ابن أبي ليلى بصيغة الإرسال، وهو كثير الإرسال، ثم وقع تخليط في هذه الرواية فقد جعله من كلام النبي صلّى الله عليه وسلم بدل كونه من كلام علي، وهذا دليل على أنها رواية واهية ليست بشيء. وأخرج عبد الرزاق في «التفسير» ٣١٧٨ والطبري ٣٣٧٨٩ و ٣٣٧٩١ والواحدي في «الوسيط» ٤، ٢٦٦ من طريق مجاهد عن علي بن أبي طالب قال: آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولن يعمل بها أحد غيري، آية النجوى: كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول الله قدمت درهما، فنسخت بالآية الأخرى أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ الآية. وإسناده ضعيف لانقطاعه بين مجاهد وعلي.
الخلاصة: هو خبر ضعيف ولا يحتج بمثل هذه الأخبار في هذه المواضع، فلا يثبت بمثل ذلك سبب نزول آية ولا كونها خاصة. وانظر «أحكام القرآن» ٢٠٥٦ و ٢٠٥٧ بتخريجنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>