للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ من السراري فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ عليهن الا ان المؤمن المخلص لو لم يبالغ في اتباع الشهوات المباحة ايضا لكان له خيرا كثيرا واجرا عظيما

فَمَنِ ابْتَغى وطلب وَراءَ ذلِكَ الذي ذكر من الأزواج والسراري فَأُولئِكَ المسرفون المفرطون هُمُ العادُونَ المتجاوزون عن مقتضى الحدود الموضوعة لحفظ العفة

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ التي ائتمنوا عليها وَعَهْدِهِمْ الذي وثقوا به راعُونَ لحقوقهما وحفظهما على الوجه الأصلح الاقسط الأحوط

وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ المودعة عندهم المتعلقة بحقوق المسلمين قائِمُونَ حافظون مستحضرون الى وقت الأداء على وجهها

وَبالجملة المؤمنون المخلصون هم الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ المكتوبة لهم في الأوقات المحفوظة المقدرة يُحافِظُونَ على أوانها على وجهها مع كمال الخضوع والخشوع ورعاية الشرائط والأركان والأبعاض وسائر الآداب والمندوبات المتعلقة بالصلوات

أُولئِكَ السعداء المتصفون بهذه الصفات الكاملة مقبولون عند الله متنعمون فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ فيها بأنواع الكرامات تفضلا وإحسانا وبعد ما ظهر وتميز حال المؤمنين وحال الكافرين عند الله في النشأة الاخرى واخبر بها سبحانه عباده قال فما عرض ولحق فمال

الَّذِينَ كَفَرُوا بك وبدينك وكتابك قِبَلَكَ يعنى الذين هم في حواليك وجوانبك مُهْطِعِينَ مترددين مسرعين

عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ متفرقين فرقا شتى يترددون حولك فرقة بعد فرقة ويسمعون منك كلامك فوجا بعد فوج

أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ بالتردد حولك أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ بلا ايمان واطاعة وتصديق مقارن بالأعمال الصالحة

كَلَّا وحاشا ان يحصل لهم هذا بلا سبق الايمان وامتثال الأوامر والاحكام وكيف يدخلون أولئك الخبيثون في منازل القدس بلا تصفية وتزكية بالإيمان وتحلية بالأعمال إِنَّا خَلَقْناهُمْ وقدرنا وجودهم مِمَّا يَعْلَمُونَ ألا وهو النطفة القذرة الخبيثة التي لا نسبة لها بالمقام المقدس عن مطلق الرذائل والكدورات المطهر عن أوساخ الطبيعة وأثقال الهيولى الحاصلة من ظلمة عالم الناسوت فما داموا لم يطهروا نفوسهم بنور الايمان ولم يتصفوا بالعرفان لم يصلوا الى روضة الجنان ولم ينالوا بنعم الألوان

فَلا أُقْسِمُ اى لا حاجة لنا الى القسم بإثبات كمال قدرتنا لكن اقسم لتنبيه العباد بِرَبِّ الْمَشارِقِ اى بمربى عموم الذرات التي قد أشرقت عليها شمس الذات باعتبار البروز والظهور وَكذا برب الْمَغارِبِ اى بجميع الذرات التي قد غربت فيها شمس الذات باعتبار الخفأ والبطون إِنَّا لَقادِرُونَ بالقدرة الغالبة الكاملة

عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ بان نهلكهم ونستأصلهم بالمرة على وجه الأرض ونأت بدلهم بخلق أفضل منهم وأصلح للايمان وقبول دين الإسلام وَبالجملة ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ مغلوبين من احد فان أردنا هذا التبديل والتغيير وتعلقت مشيتنا به فعلناه البتة وبعد ما سمعت يا أكمل الرسل كمال قدرتنا على إهلاكهم وتبديلهم

فَذَرْهُمْ واتركهم وحالهم يَخُوضُوا في الأباطيل الزائغة والأراجيف الزاهقة وَيَلْعَبُوا بالآيات الواضحات والبينات اللائحات بأنواع الأكاذيب والمفتريات حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ به ألا وهو يوم الحشر وتنقيد الأعمال والحساب عليهم والجزاء بمقتضاه على الوجه الذي وعد في كتبنا وألسنة رسلنا اذكر لهم يا أكمل الرسل على وجه التهويل والتذكير

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ اى القبور بعد نفخ الصور ويسرعون نحو الداعي سِراعاً مسرعين كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ صنم ينصب للزيارة والاستلام يُوفِضُونَ يسرعون يعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>