للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

افتقرت الى الغذاء وَيَسْقِينِ حين احتياجى الى الماء

وَكذا إِذا مَرِضْتُ من اختلاف الأمزجة وتداخل الاغذية فَهُوَ يَشْفِينِ باعتدالها واستقامتها

وَالَّذِي يُمِيتُنِي حين حلول اجلى وانقضاء مدة حياتي في النشأة الاولى ثُمَّ يُحْيِينِ في النشأة الاخرى للعرض والجزاء

وَالَّذِي أَطْمَعُ وأرجو من سعة رحمته وجوده أَنْ يَغْفِرَ لِي ويمحو عنى جميع خَطِيئَتِي التي قد صدرت عنى في نشأة الاختبار ويعفو زلتى التي قد عرضت على فيها يَوْمَ الدِّينِ والجزاء ثم ناجى مع الله بقوله

رَبِّ يا من رباني بلطفك وهداني الى صراط توحيدك هَبْ لِي حُكْماً يقينا علميا وعينيا حتى استحق ان تفيض على اليقين الحقي الذي قد صرت بفيضانه مستحقا لمرتبة الخلة والخلافة وَبالجملة أَلْحِقْنِي بعد ما وهبت لي من حكمك وأحكامك ومعارفك ما قدرت لي في حضرة علمك ولوح قضائك بِالصَّالِحِينَ المرضيين عندك المقبولين في حضرتك

وَاجْعَلْ لِي بفضلك وجودك لِسانَ صِدْقٍ اى لسانا يتكلم بالصدق في عموم حكمك وأحكامك ومعارفك وتوحيدك وفي جميع أوامرك ونواهيك بحيث يدوم اثر صدقى في أقوالي وأفعالي وأحوالي وفي عموم اطوارى واخلاقى فِي الْآخِرِينَ اللاحقين من عبادك المخلفين لي من بعدي لذلك ما من دين من الأديان الا وله صلوات الرحمن عليه وسلامه فيه اقوال وافعال واخلاق وسنن وآداب منسوبة اليه مسلمة منه معمولة بمتابعته

وَبالجملة اجْعَلْنِي بسعة رحمتك ووفور إحسانك وعطيتك بي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ اى من الذين يرثون من فضلك وجودك مرتبة الرضا والتسليم إذ لا نعمة أجل منها وأتم عند المنقطعين نحوك والمتشوقين بلقياك

وَاغْفِرْ لِأَبِي واعف عن زلته وذنوبه ان سبقت عنايتك له في حضرة علمك وسابق قضائك إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ التائهين في تيه الغفلة والغرور

وَبالجملة لا تُخْزِنِي ولا تخجلنى من قبل نفسي وابى يَوْمَ يُبْعَثُونَ اى الأموات ويحشرون من قبورهم نحو العرصات لعرض الأحوال وجزاء الأعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر واحسن الى يا ربي

يَوْمَ لا يَنْفَعُ فيه مالٌ ولا يفيد صاحبه ويخلص من العذاب او يخفف العذاب لأجله وَلا بَنُونَ يظاهرون لآبائهم وينقذونهم من عذاب الله وذلك يوم لا مخلص فيه لاحد من عذاب الله من ذوى المعاصي والآثام

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ المطلع على سرائر العباد وضمائرهم بِقَلْبٍ سَلِيمٍ خال عن الميل الى الهوى ومزخرفات الدنيا خالص عن رعونات العجب والرياء مخلص في التوجه نحو المولى بلا طلب الثواب منه والعطاء والجزاء بل لمحض الرضاء والامتثال بما امره الله ونهى راضيا في كل الأحوال بما جرى عليه من نفوذ القضاء

وَفي تلك الحالة التي قد أتوا كذلك أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ وقربت لِلْمُتَّقِينَ الذين يتقون ويحذرون عن محارم الله استحياء منه وطلبا لمرضاته بحيث يرونها ويسرعون إليها تشوقا وتحننا ويتفطنون انهم يدخلون فيها خالدين مؤبدين

وَكذا قد بُرِّزَتِ وأظهرت الْجَحِيمُ المسعرة لِلْغاوِينَ الذين يضلون عن طريق الحق في النشأة الاولى بالميل الى الهوى وبالركون الى مستلذات الدنيا والاعراض عن ارشاد الأنبياء والأولياء والمصاحبة مع اهل البدع والآراء الفاسدة والأهواء الباطلة المضلة عن صراط الله الأعدل واتخاذ الآلهة الباطلة بمقتضى اهويتهم الفاسدة

وَقِيلَ لَهُمْ حين ظهرت الجحيم عليهم ويتفطرون انهم مسوقون نحوها صاغرين مهانين أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ يعنى اين الآلهة الباطلة التي قد كنتم عبدتم لها

مِنْ دُونِ اللَّهِ المتوحد بالالوهية والربوبية معتقدين انها شفعاؤكم ينقذونكم عن عذاب الله هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ اليوم بان يدفعوا عنكم العذاب أَوْ يَنْتَصِرُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>