للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك رضاء الله والفوز بشرف لقائه إِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوال عباده قد كانَ عَلِيماً حسب حضرة علمه الحضوري بقابليتك وبمقتضياتها حَكِيماً في افاضة ما يعنيك وينبغي لك ويليق بشأنك وأمرك

وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ تأييدا لك وتدبير أمورك واحوالك ولا تلتفت الى هذيانات من عاداك ولا تبال بمكرهم وحيلهم إِنَّ اللَّهَ الرقيب المراقب عليك وعليهم قد كانَ بِما تَعْمَلُونَ من المخائل الفاسدة والتلبيسات الباطلة المتعلقة لمقتك وهلاكك خَبِيراً يكفيك ويكف عنك مؤنة شرورهم ومكرهم ويغلبك عليهم ويظهر دينك على الأديان كلها

وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ايها المتحصن بكنف حفظه وجواره وثق بكرمه ولطفه وَكَفى بِاللَّهِ اى كفى الله المراقب على عموم احوالك وحالاتك وَكِيلًا لك يراقبك ويحفظك من شرور من قصد مقتك وهجومهم عليك ومكرهم معك وكن في نفسك متوجها الى ربك مخلصا فيه مائلا بوجه قلبك الى قبلة وجهه الكريم ولا تلتفت الى من سواه ولا تخطر ببالك غيره إذ لا يسع في القلب الواحد الا هم واحد ولهذه الحكمة العلية

ما جَعَلَ وخلق اللَّهُ العليم الحكيم المتقن في أفعاله لِرَجُلٍ واحد مِنْ قَلْبَيْنِ مشعرين مدركين فِي جَوْفِهِ حتى لا يتفتت ميله ولا يتعدد قبلة مقصده ومرماه وان خلق له عينين وأذنين ويدين وغيرها وَكذا ما جَعَلَ الله العليم الحكيم أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ وتقولون لهن اى كل منكم لزوجته ايها المؤمنون المكلفون أنت على كظهر أمي أُمَّهاتِكُمْ حقيقة لتترتب عليها احكام الأمهات من تحريم القربان والفراش معها وغيرهما وَما جَعَلَ ايضا سبحانه أَدْعِياءَكُمْ اى الأجانب الذين تدعونهم أنتم أبناء من افراط المودة أَبْناءَكُمْ حقيقة او حكما حتى تترتب عليهم احكام الأبناء من أخذ الميراث والمحرمية وحرمة زوجتهم وابنتهم وغير ذلك من الاحكام ذلِكُمْ اى الأمور الثلاثة المذكورة قَوْلُكُمْ اى مجرد قول قد صدر عن ألسنتكم وتلفظتم أنتم بِأَفْواهِكُمْ لا حقيقة لها سوى الاشتهار في المحبة والمودة وَاللَّهُ المدبر لأموركم المصلح لأحوالكم يَقُولُ الْحَقَّ اى الحكم المطلق الثابت المتحقق عنده سبحانه المترتب عليه أحكامه إرشادا لكم وإصلاحا لحالكم وَكيف لا هُوَ بمقتضى ألوهيته وربوبيته يَهْدِي السَّبِيلَ السوى والصراط القويم المستقيم عباده الذين انحرفوا عن سبل السلامة وطرق الاستقامة في الوقائع والاحكام وبعد ما قد سمعتم حقيقة القول والحكم في ادعيائكم وحقيته

ادْعُوهُمْ وسموهم أدعياءكم بأسمائهم وانسبوهم حين دعائكم وندائكم إياهم لِآبائِهِمْ المولدين لهم حقيقة لا الى الداعي ان علمتم آباءهم الاصلية النسلية هُوَ اى انتسابهم الى آبائهم الاصلية أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ واقرب بين المؤمنين الى الصدق وابعد عن الكذب والفرية إذ كثيرا ما قد اشتهر دعىّ باسم من تبناه فأراد ان يأخذ منه الميراث فعليكم ايها المؤمنون ان لا تنسبوهم الا الى آبائهم الحقيقية فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ لتنسبوهم إليهم فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ يعنى فهم إخوانكم في الدين واولياؤكم فيه كسائر المؤمنين فخاطبوهم مثل خطاب بعضكم بعضا فقولوا له يا أخي او يا صاحبي او يا وليي في الدين وغير ذلك وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ ايها المؤمنون جُناحٌ اثم ومؤاخذة فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ اى بقولكم هذا ونسبتكم هذه إذا صدرت عنكم هفوة على سبيل الخطأ والنسيان سواء كان قبل ورود النهى او بعده وَلكِنْ تؤاخذون أنتم في ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وقد صدرت عنكم هذه قصدا إذ قصدكم به يؤدى الى الافتراء وتضييع حقوق المؤمنين وَكانَ اللَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>