للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الحالات الطارئة عليها عند استغراقها بمطالعة جمال الله وجلاله ثم ناداهن سبحانه تعظيما لهن وتنبيها عليهن فقال

يا نِساءَ النَّبِيِّ الأفضل الأكمل من عموم الأنبياء والرسل كما انه صلّى الله عليه وسلّم ليس في الكرامة والنجابة كآحاد الناس بل ليس كآحاد الأنبياء والرسل كذلك لَسْتُنَّ أنتن ايضا لنسبتكن اليه صلّى الله عليه وسلم كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ وواحدة منهن إذ فضيلته صلّى الله عليه وسلّم قد سرت إليكن فعليكن ان لا تغفلن عنها ولا تذهلن عن مقتضاها ورعاية حقوقها بل من شأنكن التحصن والتقوى والتحرز مطلقا عن ملهيات الهوى فلكن إِنِ اتَّقَيْتُنَّ يعنى ان تردن ان تتصفن بالتقوى عن محارم الله وعن مقتضيات الهوى فَلا تَخْضَعْنَ ولا تلن ولا تلطفن بِالْقَوْلِ والتكلم وقت احتياجكن الى المكالمة مع آحاد الرجال من الأجانب ولا تجبن عن سؤالهم هينات لينات مريبات مثل تكلم النساء المريدات لانواع الفتن والفسادات مع المفسدين من الرجال فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وميل الى الفجور إليكن بعد ما سمع منكن تلينكن في قولكن وَبالجملة قُلْنَ بعد ما تحتجن الى التكلم معهم عن ضرورة قَوْلًا مَعْرُوفاً مستحسنا عقلا وشرعا بعيدا عن الريبة المثيرة للطمع خاليا عن وصمة الملاينة المحركة للشهوات

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ يعنى يا نساء النبي من شأنكن التقرر والتخلي في البيوت بلا تبرز الى الملأ بلا ضرورة رعاية لمرتبتكن التي هي أعلى من مراتب سائر النساء وَان تحتجن الى التبرز والخروج أحيانا عليكن انه لا تَبَرَّجْنَ ولا تبخترن في مشيكن مظهرات زينتكن مهيجات لشهوات المناظرين تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى مثل تبختر النساء المثيرات لشهوات الرجال في الجاهلية القديمة التي هي جاهلية الكفر والجاهلية الاخرى جاهلية الفسوق والعصيان في الإسلام خض سبحانه الاولى بالذكر وان كانت كلتاهما مذمومتين محظورتين شرعا لأنها افحش وأقبح واظهر فسادا لان النساء فيها يتزين بأنواع الزينة ويظهرن على الرجال بلا تستر واستحياء بل بملاينة تامة وملاطفة كاملة على سبيل الغنج والدلال وانواع الحركات المطمعة للرجال وَبالجملة من حقكن واللائق بشأنكن يا نساء النبي الاجتناب عن مطلق المنكرات والاشتغال بالطاعات والأعمال الصالحات سيما المواظبة على الصلوات النوافل والمفروضات أَقِمْنَ الصَّلاةَ المفروضة المقربة لكن الى الله على الوجه الذي علمتن من النبي صلّى الله تعالى عليه وسلم وَآتِينَ الزَّكاةَ المطهرة لانفسكن عن الشح المطاع وانواع الأمراض العضال المتولدة من حب الدنيا وأمانيها ان بلغ اموالكن النصاب المقدر في الشرع وَبالجملة أَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اطاعة مقارنة بكمال الخشوع والخضوع والتذلل التام بالعزيمة الصيحة الخالية عن شوب الرياء والرعونات مطلقا في جميع ما امرتن بها ونهيتن عنها وبالجملة إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ المراقب المصلح لأحوال عباده الخلص بإتيان أمثال هذه المواعظ والتذكيرات البليغة والتنبيهات العجيبة البديعة لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ويزيل عنكم القذر المستقبح المستهجن عقلا وشرعا بالمرة يا أَهْلَ الْبَيْتِ المجبولين على كمال الكرامة والنجابة والعصمة والعفاف وَيُطَهِّرَكُمْ عن ادناس الطبيعة وإكدار الهيولى المانعة عن الصفاء والنقاء الجبلي الذاتي تَطْهِيراً بليغا وتنظيفا لطيفا متناهيا بحيث لا يبقى فيكم شائبة شين ووصمة عيب ونقصان أصلا. ذكر الضمير لان النبي وعليا وابنيه صلّى الله عليه وعليهم فيهم فغلب هؤلاء الذكور الأشراف السادة على فاطمة وازواج النبي رضوان الله عليهن

وَبعد ما قد سمعتن يا نساء النبي ما يليق وينبغي بشأنكن اذْكُرْنَ في عموم الأوقات والحالات ما يُتْلى عليكن لإصلاح احوالكن وتكميلكن في الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>