للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطولات ولا يندرج في المجلدات ولا تفي باستقصائها التعبيرات والإشارات وبالجملة هي محتوية على عموم السرائر والأسرار الباعثة للارسال والإنزال والتبشير والإنذار لذلك ختم به الوحى وانقطع به الإنزال ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مقتضى ايمانكم المحافظة على الحدود الشرعية سيما إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ اى يعطى بعضكم بعضا ويأخذه ان يؤديه له إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى معين معلوم مقدر بالأيام والشهور والأعوام لا بوقت الحصاد وقدوم الحاج وغير ذلك من المبهمات فَاكْتُبُوهُ لئلا يقع بينكم العداوة والبغضاء المؤدية الى النزاع والمراء المنافى للايمان والتوحيد وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ على الوجه الذي وقع بلا زيادة ولا نقصان والحاصل ان يكتب صورة المراضاة المعقودة المعهودة بينكم حين الأخذ والإعطاء بلا تفاوت حتى يكون وقاية لكم لدى الحاجة وَبعد ما شرع في الكتابة لا يَأْبَ ولا يمتنع كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ اى لا يوجز ايجازا مخلا ناقصا منقصا ولا يطنب اطنابا مخلا مزيدا لئلا يؤدى الى النزاع والمناكرة عند الأداء بل فَلْيَكْتُبْ الكاتب العادل عدلا وَلْيُمْلِلِ على الكاتب المديون وهو الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ والقضاء لأنه المعترف بالأداء وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ حين الإملاء عن فوت شيء من الحقوق وَلا يَبْخَسْ اى لا ينقص مِنْهُ شَيْئاً هذا التخصيص بعد ما دل عليه الكلام السابق ما هو الا لزيادة تأكيد والاهتمام في الاجتناب عن تضييع الحقوق فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً ناقص العقل منحطا عن العدالة أَوْ ضَعِيفاً في الرأى والقوة غير مراع للغبطة لأجل الصبا او الهرم أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ لخرس او جهل باللغة فَلْيُمْلِلْ من قبله وَلِيُّهُ اى من يولى امره شرعا ملتبسا بِالْعَدْلِ مع رعاية الجانبين بلا ازدياد ولا تبخيس وَمع ذلك اسْتَشْهِدُوا على دينكم ومراضاتكم من الجانبين شَهِيدَيْنِ حاضرين في مجلس المراضاة مِنْ رِجالِكُمْ لكمال عقلهم ودينهم فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ اى فعليكم ان تستشهدوا بدل الرجلين رجلا وامرأتين دفعا للحرج هذا مخصوص بالأموال دون الحدود والقصاص لقلة عقلهن وضعف تأملهن مِمَّنْ تَرْضَوْنَ أنتم ايها المعاملون مِنَ الشُّهَداءِ الذين ثبتت عندكم عدالتهم وأمانتهم وديانتهم وانما خص هذا العدد لأجل أَنْ تَضِلَّ وتنسى إِحْداهُما بطول الزمان فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا اى الذاكرة منهما الْأُخْرى الناسية لئلا تضيع حقوق المسلمين وَبعد ما شرع الاشهاد في الوقائع لا يَأْبَ ولا يمتنع الشُّهَداءِ عن الحضور إِذا ما دُعُوا لأداء الشهادة او تحملها وَمع الاشهاد والاستشهاد لا تَسْئَمُوا ولا تساهلوا في هذا ايها المؤمنون المعاملون أَنْ تَكْتُبُوهُ اى الكتاب الشامل على مراضاتكم في معاملاتكم المؤجلة صَغِيراً كان الحق أَوْ كَبِيراً قليلا او كثيرا فاحفظوه إِلى وقت حلول أَجَلِهِ المسمى له عند الأخذ ذلِكُمْ اى الكتاب على الوجه المذكور أَقْسَطُ اعدل معاملاتكم عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وأعون لأدائها وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا اى اقرب الطرق لحفظ ما جرى بينكم من المعاملة نسية فعليكم ان تحافظوا عليها ولا تجاوزوا عنها إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها وتداولونها بَيْنَكُمْ يدا بيد فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ضيق وذنب أَلَّا تَكْتُبُوها لبعدها عن التنازع وَبالجملة أَشْهِدُوا فيها وان لم تكتبوها إِذا تَبايَعْتُمْ احتياطا إذ البشر قلما يخلو عن الضرر والإضرار وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ هذه الصيغة تحتمل البنائين وكل منهما يصلح لان يكون مرادا اما بناء الفاعل

<<  <  ج: ص:  >  >>