للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أنّ محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح من الجدّ في طاعته والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة كل من يحبه الله وإيثاره على كل من سواه، قال الحارث المحاسبي: المحبة تسليمك إلى المحبوب بكليتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك، ثم موافقته سرا وجهرا، ثم علمك بتقصيرك في حبه ولو ترى «١» من رؤية العين والذين ظلموا مفعول، وجواب لو محذوف وهو العامل في أن التقدير لو ترى الذين ظلموا لعلمت أنّ القوّة لله أو لعلموا أنّ القوّة لله، ويرى بالياء، وهو على هذه القراءة من رؤيا القلب، والذين ظلموا فاعل، وأن القوّة مفعول يرى، وجواب لو محذوف والتقدير لو يرى الذين ظلموا أنّ القوّة لله لندموا، ولاستعظموا ما حل بهم

إِذْ تَبَرَّأَ بدل من إذ يرون، أو استئناف والعامل فيه محذوف وتقديره اذكر الَّذِينَ اتُّبِعُوا هم الآلهة أو الشياطين أو الرؤساء من الكفار والعموم أولى الْأَسْبابُ هنا الوصلات من الأرحام والمودّات أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ أي سيادتهم «٢» وقيل حسنتهم إذا لم تقبل منهم أو ما عملوا لآلهتهم كُلُوا أمر محمول على الإباحة حَلالًا حال مما في الأرض، أو مفعول بكلوا أو صفة لمفعول محذوف أي: شيئا حلالا طَيِّباً يحتمل أن يريد الحلال خُطُواتِ الشَّيْطانِ ما يأمر به، وأصله من خطوت الشيء. وقال المنذر بن سعيد: يحتمل أن يكون من الخطيئة ثم سهلت همزته، وقرئ بضم الطاء وإسكانها وهي لغتان بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ المعاصي وَأَنْ تَقُولُوا الإشراك وتحريم الحلال كالبحيرة وغير ذلك أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ ردّا على قولهم: بل نتبع الآية في كفار العرب. وقيل في اليهود: أنهم يتبعونهم ولو كانوا لا يَعْقِلُونَ فدخلت همزة الإنكار على واو الحال وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية: في معناها قولان: الأوّل تشبيه الذين كفروا بالبهائم لقلة فهمهم وعدم استجابتهم لمن يدعوهم، ولا بد في هذا من محذوف، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون المحذوف أوّل الآية والتقدير


(١) . حسب قراءة المؤلف وهي قراءة نافع وأما في المصحف فحسب قراءة حفص: يرى.
(٢) . كذا في الأصل ولعل الصواب: سيئاتهم. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>