للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعموم: فالمعنى مبالغته في الفساد، وعبّر عن ذلك بإهلاك الحرث والنسل لأنهما قوام معيشة ابن آدم، فإنّ الحرث هو الزرع والفواكه وغير ذلك من النبات، والنسل هو الإبل والبقر والغنم وغير ذلك مما يتناسل

أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ المعنى: أنه لا يطيع من أمره بالتقوى تكبرا والباء يحتمل أن تكون سببية أو بمعنى مع. وقال الزمخشري: هي كقولك:

أخذ الأمير الناس بكذا أي ألزمهم إياه، فالمعنى حملته العزة على الإثم مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ أي يبيعها، قيل: نزلت في صهيب. وقيل: على العموم، وبيع النفس في الهجرة أو الجهاد، وقيل: في تغيير المنكر، وأنّ الذي قبلها فيمن غيّر عليه فلم ينزجر السِّلْمِ بفتح السين المسالمة، والمراد بها هنا عقد الذمة بالجزية، والأمر على هذا لأهل الكتاب، وخوطبوا بالذين آمنوا لإيمانهم بأنبيائهم وكتبهم المتقدمة، وقيل: هو الإسلام، وكذلك هو بكسر السين «١» ، فيكون الخطاب لأهل الكتاب، وعلى معنى الأمر لهم بالدخول في الإسلام، وقيل: إنها نزلت في قوم من اليهود أسلموا وأرادوا أن يعظموا السبت كما كانوا فالمعنى على هذا: ادخلوا في الإسلام، واتركوا سواه ويحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين على معنى الأمر بالثبوت عليه، والدخول في جميع شرائعه من الأوامر والنواهي كَافَّةً عموم في المخاطبين، في شرائع الإسلام فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ تهديد لمن زل بعد البيان هَلْ يَنْظُرُونَ أي ينتظرون يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ تأويله عند المتأوّلين: يأتيهم عذاب الله في الآخرة، أو أمره في الدنيا، وهي عند السلف الصالح من المتشابه يجب الإيمان بها من غير تكييف ويحتمل أن لا تكون من المتشابه لأنّ قوله: ينظرون بمعنى يطلبون بجهلهم كقولهم: لولا يكلمنا الله فِي ظُلَلٍ جمع ظلة وهي: ما علاك من فوق، فإن كان ذلك لأمر الله فلا إشكال وإن كان لله فهو من المتشابه الْغَمامِ السحاب وَقُضِيَ الْأَمْرُ فرغ منه، وذلك كناية عن وقوع العذاب.

سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ: على وجه التوبيخ لهم، وإقامة الحجة عليهم مِنْ آيَةٍ معجزات موسى، أو الدلالات على نبوّة محمد صلّى الله عليه واله وسلّم وَمَنْ يُبَدِّلْ وعيد

وَيَسْخَرُونَ كفار قريش سخروا من فقراء المسلمين كبلال وصهيب وَالَّذِينَ اتَّقَوْا


(١) . كما هي رواية حفص عن عاصم الكوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>