للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفاعة وعلوّ الدرجة في الجنة فِي الْمَهْدِ في موضع الحال، وَكَهْلًا عطف عليه، والمعنى أنه يكلم الناس صغيرا آية تدل على براءة أمّه مما قذفها به اليهود، وتدل على نبوته، ويكلمهم أيضا كبيرا ففيه إعلام بعيشه إلى أن يبلغ سن الكهولة، وأوله: ثلاث وثلاثون سنة وقيل: أربعون وَيُعَلِّمُهُ عطف على يبشرك أو ويكلم الْكِتابَ هنا جنس، وقيل الخط باليد، والحكمة هنا العلوم الدينية، أو الإصابة في القول والفعل وَرَسُولًا حال معطوف على ويعلمه إذ التقدير: ومعلما الكتاب أو يضمر له فعل تقديره أرسل رسولا أو جاء رسولا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أي أرسل إليهم عيسى عليه السلام مبينا لحكم التوراة أَنِّي تقديره بأني أَخْلُقُ بفتح الهمزة بدل من أني الأولى، أو من آية وبكسرها ابتداء كلام فَأَنْفُخُ فِيهِ ذكر هنا الضمير لأنه يعود على الطين، أو على الكاف من كهيئة، وأنث في المائدة «١» لأنه يعود على الهيئة فَيَكُونُ طَيْراً قيل: إنه لم يخلق غير الخفاش، وقرئ طيرا بياء ساكنة على الجمع، وبالألف وهمزة طائرا على الإفراد، ذكر بإذن الله: رفعا لوهم من توهم في عيسى الربوبية وَأُبْرِئُ روي أنه كان يجتمع إليه جماعة من العميان والبرصاء فيدعو لهم فيبرءون وَأُحْيِ الْمَوْتى روي أنه كان يضرب بعصاه الميت أو القبر فيقوم الميت ويكلمه، وروي أنه أحيى سام بن نوح وَأُنَبِّئُكُمْ كان يقول: يا فلان أكلت كذا وادخرت في بيتك كذا وَمُصَدِّقاً عطف على رسولا أو على موضع بآية من ربكم، لأنه في موضع الحال، وهو أحسن لأنه من جملة كلام عيسى فالتقدير: جئتكم بآية من ربكم، وجئتكم مصدقا وَلِأُحِلَّ لَكُمْ عطف على بآية من ربكم، وكانوا قد حرم عليهم الشحم ولحم الإبل وأشياء من الحيتان «٢» والطير فأحل لهم عيسى بعض ذلك إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ردّ على من نسب الربوبية لعيسى وانتهى كلام عيسى عليه السلام إلى قوله:

صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ وابتداؤه من قوله: أني قد جئتكم، وكل ذلك يحتمل أن يكون مما


(١) . فتنفخ فيها وهنا قال: فيه.
(٢) . الحيتان المراد بها الأسماك عموما.

<<  <  ج: ص:  >  >>