للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيها

أي جعلكم تعمرونها. فهو من العمران للأرض، وقيل: هو من العمر نحو استبقاكم من البقاء قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا أي: كنا نرجو أن ننتفع بك حتى قلت ما قلت، وقيل:

المعنى كنا نرجو أن تدخل في ديننا فِي دارِكُمْ أي بلدكم ثَلاثَةَ أَيَّامٍ قيل: إنها الخميس والجمعة والسبت، لأنهم عقروا الناقة يوم الأربعاء، وأخذهم العذاب يوم الأحد وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ معطوف على نجينا أي نجيناهم من خزي يومئذ جاثِمِينَ ذكر في الأعراف كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أي: كأن لم يقيموا فيها والضمير للدار، وكذلك في قصة شعيب.

وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا الرسل هنا الملائكة إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى بشروه بالولد قالُوا سَلاماً نصب على المصدر والعامل فيه فعل مضمر تقديره سلمنا عليكم سلاما قالَ سَلامٌ تقديره عليكم سلام وسلام عليكم، وهذا على أن يكون بمعنى التحية، وإنما رفع جوابه ليدل على إثبات السلام، فيكون قد حيّاهم بأحسن مما حيّوه، ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة، ونصب الأول لأنه بمعنى الطلب، ورفع الثاني لأنه في معنى الخبر فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ أي ما لبث مجيئه بل عجّل وما نافية وأن جاء فاعل لبث بِعِجْلٍ حَنِيذٍ أي مشويّ، وفعيل هنا بمعنى مفعول نَكِرَهُمْ أي أنكرهم ولم يعرفهم، يقال:

نكر وأنكر بمعنى واحد وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قيل: إنه لم يعرفهم فخاف منهم لما لم يأكلوا طعامه، وقيل: عرف أنهم ملائكة ولكن خاف أن يكونوا أرسلوا بما يخاف فأمنوه بقولهم: لا تخف وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ قيل: قائمة خلف الستر، وقيل: قائمة في الصلاة، وقيل: قائمة تخدم القوم، واسمها سارة فَضَحِكَتْ قيل: معناه حاضت، وهو ضعيف، وقال الجمهور: هو الضحك المعروف واختلفوا من أي شيء ضحكت، فقيل: سرورا بالولد الذي بشرت به ففي الكلام على هذا تقديم وتأخير، وقيل: سرورا بالأمن بعد الخوف، وقيل: سرورا بهلاك قوم لوط فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ أسند البشارة إلى ضمير الله تعالى، لأنها كانت بأمره وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ أي من بعده وهو ولده، وقيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>