للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بوال عليهم تجبرهم على الإيمان. وعلى بمنزلته في قولك: هو عليهم، إذا كان واليهم ومالك أمرهم مَنْ يَخافُ وَعِيدِ كقوله تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها لأنه لا ينفع إلا فيه دون المصر على الكفر.

عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «من قرأ سورة ق هوّن الله عليه تارات «١» الموت وسكراته» «٢» .

[سورة الذاريات]

مكية وآياتها ٦٠ [نزلت بعد الأحقاف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (١) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (٢) فَالْجارِياتِ يُسْراً (٣) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (٤)

إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (٦)

وَالذَّارِياتِ الرياح لأنها تذرو التراب وغيره. قال الله تعالى: تَذْرُوهُ الرِّياحُ وقرئ بإدغام التاء في الذال فَالْحامِلاتِ وِقْراً السحاب، لأنها تحمل المطر. وقرئ: وقرأ، بفتح الواو على تسمية المحمول بالمصدر. أو على إيقاعه موقع حملا فَالْجارِياتِ يُسْراً الفلك.

ومعنى يُسْراً: جريا ذا يسر، أى ذا سهولة فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً الملائكة، لأنها تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها. أو تفعل التقسيم مأمورة بذلك. وعن مجاهد: تتولى تقسيم أمر العباد: جبريل للغلظة، وميكائيل للرحمة. وملك الموت لقبض الأرواح، وإسرافيل للنفخ.

وعن علىّ رضى الله عنه أنه قال وهو على المنبر: سلوني قبل أن لا تسألونى، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكوّاء فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح. قال: فالحاملات وقرا؟


(١) . قوله «هون الله عليه تارات الموت» في الصحاح: فعل ذلك الأمر تارة بعد تارة، أى: مرة بعد مرة. (ع) [.....]
(٢) . أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبى بن كعب رضى الله عنه.