للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دابته، وألقى فى روعى أن ذلك سبب حياة العجل فطرحتها فى جوفه.. هكذا زيّنت لى نفسى فاتّبعت هواها.

ثم كان هلاكه.. لئلا يأمن أحد حفىّ مكر التقدير، ولا يركن إلى ما فى الصورة من رفق فلعلّه- فى الحقيقة- يكون مكرا، ولقد أنشدوا:

فأمنته فأتاح لى من مأمني ... مكرا، كذا من يأمن الأحبابا

قوله جل ذكره:

[[سورة طه (٢٠) : آية ٩٧]]

قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (٩٧)

لم يخف على موسى- عليه السلام- تأثير التقدير وانفراد الحقّ بالإبداع، فلقد قال فى خطابه مع الحق: «إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ» ، ولكنه لم يدع- مع ذلك- بإحلال العقوبة بالسامري والأمر فى بابه بما يستوجبه ليعلم أن الحكم فى الإبداع والإيجاد- وإن كان لله- فالمعاتبة والمطالبة تتوجهان على الخلق فى مقتضى التكليف، وإجراء الحقّ ما يجريه ليس حجّة للعبد ولا عذرا له.

قوله جل ذكره: وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً كلّ ما تعلّق به القلب من دون الله ينسفه الحقّ- سبحانه بمحبّه «١» ولهذا يلقى الأصنام غدا فى النار مع الكفار، وليس لها جرم، ولا عليها تكليف، ولا لها علم ولا خبر.. وإنما هى جمادات.

قوله جل ذكره:

[[سورة طه (٢٠) : آية ٩٨]]

إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (٩٨)

إي إلهكم الذي تجب عليكم عبادته بحقّ أمره هو الله الذي لا إله إلا هو، وهو بوصف الجلال، والذي لا يخفى عليه شىء من المعلومات هو الله، وليس مثل الذي هو جماد لا يعلم


(١) الباء هنا معناها (مع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>