للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السورة التي يذكر فيها الأنبياء]

قوله جل ذكره: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

بسم الله اسم عزيز من توسّل إليه بطاعته تفضّل عليه بجميل نعمته إن أطاع فضّله، وإن أضاع أمهله، ثم إن آب وأقر.. ذكره، وإن عصى وعاب ستره، فإن تنصّل رحمه، وإن تكبر قصمه «١» .

اسم عزيز ما استنارت الظواهر إلّا بآثار توفيقه، وما استضاءت السرائر إلا بأنوار تحقيقه بتوفيقه وصل العابدون إلى مجاهدتهم، وبتحقيقه وجد العارفون كمال مشاهدتهم، وبتمام مجاهدتهم وجدوا آجل مثوبتهم، وبدوام مشاهدتهم نالوا عاجل قربتهم.

قوله جل ذكره:

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)

فالمطيعون منهم عظم لدينا ثوابهم، والعاصون منهم حقّ منّا عقابهم.

«فِي غَفْلَةٍ» يقال الغفلة على قسمين: غافل عن حسابه باستغراقه فى دنياه وهواه، وغافل عن حسابه لاستهلاكه فى مولاه فالغفلة الأولى سمة الهجر والغفلة الثانية صفة الوصل فالأولون لا يستفيقون من غفلتهم إلا من سكرة الموت، وهؤلاء لا يرجعون عن غيبتهم أبد الأبد لفنائهم فى وجود الحق تعالى «٢» .

قوله جل ذكره:

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٢]]

ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)

:


(١) يمكن القول أن هناك نوعا من الترابط والانسجام بين إشارات البسملة- على هذا النحو- وبين جزئيات السورة، حيث انقسم الناس إزاء الأنبياء إلى مصدق ومكذب، ومؤمن وجاحد.. ونال كل جزاءه.
(٢) تهمنا هذه الإشارة عند دراسة المصطلح الصوفي فالغفلة نوعان: مذمومة ومحمودة غفلة ناشئة عن الهجر وغفلة ناشئة عن الوصل. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>