للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهر رمضان شهر مفاتحة الخطاب، شهر إنزال الكتاب، شهر حصول الثواب، شهر التقريب والإيجاب. شهر تخفيف الكلفة، شهر تحقيق الزلفة. شهر نزول الرحمة، شهر وفور النعمة.

شهر النجاة، شهر المناجاة.

قوله جل ذكره: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.

أراد بك اليسر (وأنت تظن) أنه أراد بك العسر.

ومن أمارات أنه أراد بعبده اليسر أنه (أقامه) «١» بطلب اليسر ولو لم يرد به اليسر لما جعله راغبا فى اليسر، قال قائلهم:

لو لم ترد نيل ما أرجوا وأطلبه ... من فيض جودك ما علمتنى الطلبا

حقّق الرجاء وأكّد الطمع وأوجب التحقيق حيث قال: «ولا يريد بكم العسر» لينفى عن حقيقة التخصيص مجوزات الظنون.

قوله جل ذكره: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ.

على لسان العلم تكملوا مدة الصوم.

وعلى لسان الإشارة لتقرنوا بصفاء الحال (وفاء) «٢» (المآل) «٣» ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» فى النّفس الأخير، وتخرجوا من مدة عمركم بسلامة إيمانكم. والتوفيق فى أن تكمل صوم شهرك عظيم لكن تحقيق أنه يختم عمرك بالسعادة- أعظم.

قوله جل ذكره:

[[سورة البقرة (٢) : آية ١٨٦]]

وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)


(١) جاءت (أقام) وقد جعلناها (أقامه) ليزداد وضوح المعنى.
(٢) جاءت (ووفاء) ونظن أن الواو الأولى زائدة من الناسخ.
(٣) جاءت (المال) وقد اعتاد الناسخ أن يكتب المال مثل المآل أي بدون علامة على المد، وآثرنا هنا أن نضعها، فالمقصود الإعداد لليوم الآخر بالطاعات والعبادات، وغاية التمام أن تجمع بين الحقيقة والشريعة. هذا فضلا عن أن الإشارة للصوفية، والصوفية قوم لا مال لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>