للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل أخذ اثنى عشر رجلا من المشركين- بلا عهد- فمنّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم «١» وقيل: هم أهل الحديبية كانوا قد خرجوا لمنع المسلمين، وحصل ترامى الأحجار بينهم فاضطرهم المسلمون إلى بيوتهم، فأنزل الله هذه الآية يمن عليهم حيث كف أيدى بعضهم عن بعض عن قدرة من المسلمين لا عن عجز فأما الكفار فكفّوا أيديهم رعبا وخوفا وأمّا المسلمون فنهيا من قبل الله، لما في أصلابهم من المؤمنين- أراد الله أن يخرجوا، أو لما علم أن قوما منهم يؤمنون.

والإشارة فيه: أن من الغنيمة الباردة والنعم السنية أن يسلم الناس منك، وتسلم منهم.

وإن الله يفعل بأوليائه ذلك، فلا من أحد عليهم حيف، ولا منهم على أحد حيف ولا حساب ولا مطالبة ولا صلح ولا معاتبة، ولا صداقة ولا عداوة.. وكذا من كان بالحق- وأنشدوا:

فلم يبق لى وقت لذكر مخالف ... ولم يبق لى قلب لذكر موافق.

قوله جل ذكره:

[[سورة الفتح (٤٨) : آية ٢٥]]

هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥)

«كَفَرُوا» وجحدوا، «وَصَدُّوكُمْ» ومنعوكم عن المسجد الحرام سنة الحديبية.

«وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً «٢» » : أي منعوا الهدى أن يبلغ منحره، فمعكوفا حال من الهدى أي محبوسا.


- غرة (أن يصيبوه على غفلة) رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذناهم سلما فاستحييناهم. (أي أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم (وقال ابن الأثير) السلم (بكسر السين وفتحها لغتان في الصلح) . وفي رواية قتادة أن النبي سألهم: «هل لكم على ذمة؟ (أي عهد) قالوا: لا، فأرسلهم فنزلت.
وفي رواية الترمذي أنهم ثمانون رجلا هبطوا عليه عند صلاة الصبح، فأخذهم وأعتقهم. وذكر ابن هشام أنهم يسمّون العتقاء.. ومنهم معاوية وأبوه.
(١) عن قتادة: أن المشركين رموا رجلا من أصحاب النبي يقال له زنيم بسهم فقتلوه، فبعث النبي خيلا فأتو باثنى عشر فارسا من الكفار، فقال لهم النبي (ص) : هل لكم على ذمة؟ ... إلخ. [.....]
(٢) فى البخاري عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله (ص) معتمرين فحال كفار قريش دون البيت فنحر الرسول وحلق رأسه، فنحروا بنحره وحلقوا، وقد غضب الرسول ممن توقف عن ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>