للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان يعدكم الفقر فيشير عليكم بإحراز المعلوم، ويقال يشير عليكم- بطاعته- بالحرص ولا فقر فوقه.

يعدكم الفقر بالإحالة على تدبيركم واختياركم.

يعدكم الفقر بنسيان ما تعوّدتموه من فضله- سبحانه «١» .

ويقال يعدكم الفقر بأنه لا يزيد شكايتك.

ويقال يعدكم الفقر بتعليق قلبك بما لا تحتاج إليه.

ويقال بالتلبيس عليك رؤية كفايته.

«وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ» أي الرغبة فى الدنيا، ويقال بالأسباب التي تقوى الحرص، ويقال بكثرة الأمل ونسيان القناعة، ويقال بمتابعة الشهوات، ويقال بإيثار الحظوظ، ويقال بالنظر إلى غيره، ويقال بإخطار شىء سواه ببالك.

ويقال بالانحطاط إلى أوطان الرّخص والتأويلات بعد وضوح الحق.

ويقال بالرجوع إلى ما تركته لله.

«وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا» : الفضل الموعود- فى العاجل- القناعة، وفى الآجل الثواب والجنان والرؤية والرضوان و (....) «٢» والغفران.

ويقال فى العاجل الظفر بالنفس، ويقال فتح باب العرفان، ونشر بساط القرب، والتلقي لمكاشفات الأنس.

قوله جل ذكره:

[[سورة البقرة (٢) : آية ٢٦٩]]

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٦٩) .


(١) أضفنا (سبحانه) ليمتنع اللبس وهى غير موجودة فى (ص) .
(٢) هنا لفظة مشتبهة أقرب ما تكون إلى (العفو) ولكننا آثرنا عدم إثباتها فى النص لعدم التأكد.

<<  <  ج: ص:  >  >>