للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بين البرية، ولقد كان صلوات الله عليه وسلم فى سابق (علمه) سبحانه وتعالى مقدّما على الكافة من أشكاله وأضرابه، وفى معناه قيل:

هذا ( ... ) أطمار ... وكان فى فقر من السيار

آثر عندى (بالإكبار) ... من أخى (ومن) جارى

وصاحب الدرهم (والدينار) ... فإن صاحب الأمر مع الإكثار «١»

ولقد كان صلى الله عليه وسلم قبل النبوة حميد الشأن، (محمود) الذكر، ممدوح الاسم، أمينا لكل واحد. وكانوا يسمونه محمدا الأمين، ولكن (الكافرين) ( ... ) حالته، بدّلوا اسمه، وحرّفوا وصفه، وهجّنوا ذكره، فواحد كان يقول ساحر وآخر يقول ( ... )

وثالث يقول كاذب، ورابع يقول شاعر:

أشاعوا لنا فى الحي أشنع قصة ... وكانوا لنا سلما فصاروا لنا حربا

وهكذا صفة المحبّ، لا ينفك عن الملام ولكن كما قيل

أجد الملامة فى هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمنى اللّوم «٢»

وماذا عليه من قبيح قالة (من) يقول، (والحق سبحانه يقول) : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» أي استمع إلى ما يقال فيك بحسن الثناء علينا.

[فصل] وتسمى هذه السورة أيضا أمّ الكتاب، وأم الشيء أصله، وإمام كل شىء مقدّمه. وهذه السورة لما تشتمل عليه من الأمر بالعبودية، والثناء على الله بجمال الربوبية، ثم «٣» كمالها من الفضائل- لا تصح الفرائض إلا بها. وقوله صلّى الله عليه وسلّم مخبرا عنه سبحانه وتعالى: «قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين» يعنى قراءة هذه السورة، فصارت أمّ الكتاب، وأصلا لما تنبنى عليه من لطائف الكرامات وبدائع التقريب والإيجاب.


(١) أضاع البياض الذي فى المصورة كثيرا من ألفاظ هذه الأبيات فحاولنا إضافة بعض الألفاظ.
وإن كان وزن الشعر ما زال غير سليم.
(٢) وردت خطأ فى (ص) : فليسلمنى اللؤم.
(٣) لا نستبعد أن تكون فى الأصل (تمّ) كمالها ...

<<  <  ج: ص:  >  >>