للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذللنا لهم الأيام، وأكثرنا لديهم الإنعام، وأكرمنا لهم المقام، وأتحنا لهم فنون الحسنات، وأدمنا لهم جميع الخيرات ... فلمّا قابلوا النعمة بالكفران، وأصرّوا على البغي والعدوان أذقناهم سوء العذاب، وسددنا عليهم أبواب ما فتحنا لهم من التكريم والإيجاب، وذلك جزاء من حاد عن طريق الوفاق، وجنح إلى جانب الشّقاق.

قوله جل ذكره:

[[سورة يونس (١٠) : آية ٩٤]]

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤)

ما شكّ- صلى الله عليه وسلم- فيما عليه أنزل، ولا عن أحد منهم ساءل، وإنما هذا الخطاب على جهة التهويل، والمقصود منه تنبيه القوم على ملازمة نهج السبيل.

ويقال صفة أهل الخصوص ملاحظة أنفسهم وأحوالهم بعين الاستصغار.

ويقال فإن تنزّلت منزلة أهل الأدب فى ترك الملاحظات فسل عمّن أرسلنا قبلك فهل بلّغنا أحدا منزلتك؟ وهل خصصنا أحدا بمثل تخصيصك؟

قوله جل ذكره:

[[سورة يونس (١٠) : آية ٩٥]]

وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٩٥)

ما كان منهيا عنه، وكان قبيحا فبالشرع كان قبيحا، فلا بد من ورود الأمر به حتى تكون منه طاعة وعبادة. وإنما لم يجز فى صفته- صلى الله عليه وسلم- التكذيب بآيات الله لأنه نهى عنه لا لكونه قبيحا بالعقل «١» حتى يقال كيف نهى عنه وكان ذلك بعيدا منه؟


(١) يغمز القشيري هنا بقول المعتزلة: إن القبيح ما رآه العقل قبيحا والحسن ما رآه العقل حسنا، ويرى القشيري التعويل على الشرع فى هذا الخصوص- كما هو واضح من إشارته.

<<  <  ج: ص:  >  >>