للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففرقوا القول فيه، فقال بعضهم إنه شعر، وقال بعضهم إنه سحر، وقال بعضهم إنه كهانه ... إلى غير ذلك.

قوله جل ذكره:

[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٩٢ الى ٩٣]

فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)

العوام يسألهم عن تصحيح أعمالهم، والخواص يسألهم عن تصحيح أحوالهم.

ويقال يسأل قوما عن حركات ظواهرهم، ويسأل آخرين عن خطرات سرائرهم. ويسأل الصديقين عن تصحيح المعاني بفعالهم، ويسأل المدّعين عن تصحيح الدعاوى تعنيفا لهم.

ويقال سماع هذه الآية يوجب لقوم أنسا وسرورا حيث علموا أنه يكلّمهم ويسمعهم خطابه لاشتياقهم إليه، ولا عجب فى ذلك فالمخلوق يقول فى مخلوق:

من الخفرات البيض ودّ جليسها ... إذا ما انتهت أحدوثة لو تعيدها

فلا أسعد من بشر يعرف أنّ مولاه غدا سيكلمه.

قوله جل ذكره:

[[سورة الحجر (١٥) : آية ٩٤]]

فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤)

كن بنا وقل بنا، وإذا كنت بنا ولنا فلا تجعل حسابا لغيرنا، وصرّح بما خاطبناك به، وأفصح عمّا نحن خصصناك به، وأعلن محبتنا لك:

فسبّح «١» باسم من تهوى ودعنا من الكني ... فلا خير في اللّذات من بعدها ستر

قوله جل ذكره:

[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٩٥ الى ٩٦]

إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦)

الذين دفعنا عنك عادية «٢» شرّهم، ودرأنا عنك سوء مكرهم، ونصرناك بموجب


(١) الأصل فى البيت (فصرح) والتصريح يقابل (الكناية) .
(٢) وردت (عادية) بالغين، والملائم للسياق (عادية) بالعين. حيث يقال (دفعت عنك عادية فلان أي ظلمه وشره) : الوسيط ص ٥٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>