للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجردوا لسلوك طريق الله ثم عرضت لهم أسباب، واتفقت لهم أعذار كأن يكون لهم ببعض الأسباب اشتغال أو إلى شىء من العلوم رجوع.. لم يكن ذلك قادحا فى صحة إرادتهم، ولا يعدّ ذلك فسخا لعهودهم، ولا ينفى بذلك عنهم سمة القصد إلى الله تعالى.

أمّا «مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» : فرجع باختياره، ووضع قدما- كان قد رفعه فى طريق الله- بحكم هواه فقد نقض عهد إرادته، وفسخ عقده، وهو مستوجب ( ... ) «١»

إلى ( ... ) «٢» تتداركه الرحمة.

قوله جل ذكره:

[[سورة النحل (١٦) : آية ١٠٧]]

ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (١٠٧)

السالك إذا اثر (الحظوظ) «٣» على الحقوق بقي عن الله، ولم يبارك له فيما آثره على حقّ الله، ولقد قالوا:

قد تركناك والذي تريد ... فعسى أن تملهم فتعود

قوله جل ذكره

[[سورة النحل (١٦) : آية ١٠٨]]

أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٠٨)

إذا تمادى فى غفلته، ولم يتدارك حاله بملازمة حسرته، ازداد قسوة على قسوة، ولم يستمتع بما هو فيه من قوة، وكما قال جل ذكره:

[[سورة النحل (١٦) : آية ١٠٩]]

لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٠٩)

هم فى الآخرة محجوبون، وبذلّ البعد موسومون.


(١) مشتبهة
(٢) مشتبهة.
(٣) سقطت هذه اللفظة والسياق يتطلبها، فأثبتناها حسبما نعرف من أسلوب القشيري فى المقابلة بين حظوظ النفس وحقوق الحق. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>