للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا أرباب الحضور فليس فى طلوع الحق إلا انخناس النّفس، وفى معناه قالوا:

إذا ما بدا لى تعاظمته ... فأصدر فى حال من لم يرد

قوله جل ذكره:

[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٣٨ الى ٣٩]

كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩)

إذا سعدت الأقدام بحضور ساحات الشهود، وعطرت الأسرار بنسيم القرب تجرّدت الأوقات عن الحجبة، واستولى سلطان الحقيقة، فيحصل التنقّي من هذه الأوصاف المذمومة.

وقال تعالى لنبيّه: «ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ» : بالوحى والإعلام، ولأوليائه تعريف بحكم الإلهام.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٤٠]]

أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠)

جوّزوا أن يكون لله- سبحانه- ولد، وفكّروا فى ذلك، ثم لم يرضوا حتى جعلوا له ما استنكفوا منه لأنفسهم، فما زادوا فى تمرّدهم إلا عتوّا، وفى طغيانهم إلا غلوّا، وعن قبول الحقّ إلا نبوّا.

قوله جل ذكره:

[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٤٢ الى ٤٣]

قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (٤٣)

بيّن أنه لو كان الصانع أكثر من واحد لجرى بينهم تضادّ وتمانع، وصحّ عند ذلك فى صفتهم العجز، وذلك من سمات المحدثات.

ثم قال سبحانه- تنزيها له عن الشّريك والظهير، والمعين والنظير:

<<  <  ج: ص:  >  >>