للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١»

الإيمان بما خصصناك به امتحان لهم وتكليف، ليتميز الصادق من المنافق، والمؤمن من الجاحد فالذين تداركتّهم الحماية وقفوا وثبتوا، وصدّقوا بما قيل لهم وحققوا. وأما الذين خامر الشكّ قلوبهم، ولم تباشر خلاصة التوحيد أسرارهم، فما ازدادوا بما امتحنوا به إلا تحيّرا وضلالا وتبلّدا.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٦١]]

وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١)

امتنع الشقىّ وقال: لا أسجد لغيرك بوجه سجدت لك به، وكان ذلك جهلا منه، ولو كان بالله عارفا لكان لأمره مؤثرا، ولمحيط نفسه تاركا.

قوله جل ذكره:

[[سورة الإسراء (١٧) : آية ٦٢]]

قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢)

لو علقت به ذرّة من المعرفة والتوحيد لم يحطب «٢» على نفسه بالإضلال والإغواء، لكنّه أقامه الحقّ بذلك المقام، وأنطقه بما هو لقلوب أهل التحقيق متّضح.

قوله جل ذكره:

[سورة الإسراء (١٧) : الآيات ٦٣ الى ٦٤]

قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤)


(١) الرؤيا المقصودة هى التي سبقت يوم بدر، وفيها بشر بالنصرة وبأنه سيهزم الجمع ويولون الدبر، فسخروا منه. وربما كانت رؤيا المعراج عند من قال إن المعراج كان فى المنام.
والشجرة الملعونة هى الزّقوم حيث قالوا كيف يزعم محمد أن الجحيم تحرق الحجارة ثم يقول إن بها تثبت شجرة! فجعلوها سخرية [.....]
(٢) حسطب- جنى على نفسه لعدم تفقد أمره وكلامه

<<  <  ج: ص:  >  >>