للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أخذ منه حيّا، وطعامه ما لفظه ميتا. قال ابن كثير: وهذا ما روي عن أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو وأبي أيوب الأنصاريّ رضي الله عنهم، وعن غير واحد من التابعين.

روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بكر قال: طعامه كل ما فيه.

وعن ابن المسيب: طعامه ما لفظه حيّا أو حسر عنه فمات.

مَتاعاً لَكُمْ أي: تمتيعا للمقيمين منكم يأكلونه طريا وَلِلسَّيَّارَةِ منكم يتزودونه قديدا.

و (السيارة) القوم يسيرون. أنّث على معنى الرفقة والجماعة.

[تنبيهان:]

الأول: قال ابن كثير: استدل الجمهور على حل ميتته بهذه الآية، وبما رواه الإمام مالك «١» عن ابن وهب وابن كيسان عن جابر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل. فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة- قال وأنا فيهم- قال:

فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد. فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش.

فجمع ذلك كله فكان مزوديّ تمر، قال: فكان يقوّتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني ولم تصبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فقدت. قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظّرب. فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة. ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا. ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتها ولم تصبها.

وهذا الحديث مخرج من (الصحيحين) «٢» وله طرق عن جابر.

وفي (صحيح مسلم) » عن جابر: وتزودنا من لحمه وشائق. فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: هو رزق أخرجه الله لكم. هل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله.

وفي بعض روايات مسلم: أنهم كانوا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم حين وجدوا هذه السمكة.


(١) أخرجه في الموطأ في: صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، حديث ٢٤.
(٢) أخرجه البخاري في: الشركة، ١- باب الشركة في الطعام، حديث ١٢٢٦.
ومسلم في: الصيد والذبائح، حديث ١٧. [.....]
(٣) أخرجه مسلم في: الصيد والذبائح، حديث ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>