للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلزقان ورقة فوق ورقة عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ أي: ليستترا به.

قال الجشمي: تدل على أن ستر العورة كان من شريعة آدم عليه السّلام. وقد استدل قوم بالآية على وجوب الستر. قال القاضي: وليس في الآية ما يوجب الوجوب، إذا ليس فيها أكثر من أنهما فعلا ذلك. قال الأصم: وتدل على أن الستر من خلق آدم وحواء، وأنهما كرها العريّ وإن لم يكن لهما ثالث، ففي ذلك دليل على قبح التعرّي إلا عند الحاجة.

وَناداهُما رَبُّهُما أي يذكرهما النهي السابق والأمر والتجنب عن الشيطان أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ أي: عن الأكل منها وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ٢٣]]

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣)

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا أي أضررناها بالمعصية وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا أي ما سلف وَتَرْحَمْنا أي بالتوبة وقبولها لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ أي لنصيرن ممن خسر جميع ما حصل له من الكمالات. قال الضحاك بن مزاحم في قوله: رَبَّنا ظَلَمْنا ... الآية- هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه.

[لطيفة:]

قال الجشمي: يقال إن آدم عليه السّلام سعد بخمسة أشياء: اعترف بالذنب، وندم عليه، ولام نفسه، وسارع إلى التوبة، ولم يقنط من الرحمة، وشقي إبليس بخمسة أشياء: لم يقر بالذنب، ولم يندم، ولم يلم نفسه بل أضاف إلى ربه فلم يتب، وقنط من الرحمة.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ٢٤]]

قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٢٤)

قالَ اهْبِطُوا أي من الجنة إلى ما عداها. وقال أبو مسلم: معناه اذهبوا. وهو خطاب لآدم وحواء وإبليس. قال ابن كثير: والعمدة في العداوة آدم وإبليس، ولهذا قال في سورة طه: قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً ... [طه: ١٢٣] الآية- وحواء تبع لآدم، والحية إن كان ذكرها صحيحا فهي تبع لإبليس. وقد ذكر المفسرون الأماكن

<<  <  ج: ص:  >  >>