للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوح. أي وأرسلنا إلى عاد، وهي قبيلة كانت تعبد الأصنام، وكانت ذات بسطة وقوة، قهروا الناس بفضل القوة.

قال الشهاب: (عاد) اسم أبيهم سميت به القبيلة أو الحيّ فيجوز صرفه وعدمه، كثمود- كما ذكره سيبويه-.

قال الليث: وعاد الأولى، وهم عاد بن عاديا بن سام بن نوح الذين أهلكهم الله.

قال زهير:

وأهلك لقمان بن عاد وعاديا

وأما عاد الأخيرة، فهو بنو تميم، ينزلون رمال عالج.

وفي كتاب الأنساب: عاد هو ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح، كان يعبد القمر، ويقال إنه رأى من صلبه وأولاد أولاده أربعة آلاف، وأنه نكح ألف جارية، وكانت بلادهم إرم المذكورة في القرآن، وهي من عمان إلى حضرموت. ومن أولاده شدّاد بن عاد صاحب المدينة المذكورة- كذا في تاج العروس-.

وقال ابن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف.

وقال ابن إسحاق: الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت.

وقوله تعالى: أَخاهُمْ هُوداً أي أخاهم في النسب، لأنه منهم، في قول النسابين. وقيل: الناس كلهم إخوة في النسب، لأنهم ولد آدم وحواء. فالمراد صاحبهم، وواحد في جملتهم، كما يقال: يا أخا العرب، للواحد منهم. وإنما أرسل منهم، لأنهم أفهم لقوله من قول غيره، وأعرف بحاله في صدقه وأمانته وشرف أصله، وأرغب في اقتفائه.

قال الشهاب: اشتهر أن هودا عربي، وظاهر كلام سيبويه أنه أعجمي، ويشهد له ما قيل: إن أول العرب يعرف- انتهى-.

وهود هو- على ما قال ابن إسحاق- ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

ويقال غير ذلك- والله أعلم-.

وروى ابن إسحاق بن عامر بن واثلة، قال: سمعت عليّا يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت كثيبا أحمر يخالطه مدرة حمراء، ذا أراك وسدر كثير، بناحية

<<  <  ج: ص:  >  >>