للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٠١]]

تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١)

تِلْكَ الْقُرى أي المذكورة وهي قرى قوم نوح وعاد وثمود، وقوم لوط، وقوم شعيب نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها مما يدل على مؤاخذتهم بذنوبهم لإصرارهم عليها بعد التنبيه.

ثم بين تعالى أنه أعذر إليهم بأن بيّن لهم بالحجج على ألسنة الرسل بقوله:

وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا عند مجيء الرسل بالبينات والدلائل القاطعة بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ أي بسبب تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم، إذ تمرنوا على التكذيب، فلم تفدهم الآيات، واستوت عندهم الحالتان، كقوله: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ... الآية [الأنعام: ١٠٩- ١١٠]- ولهذا قال كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ أي من المذكورين وغيرهم، فلا يكاد يؤثر فيها الآيات والنذر، لما علم أنهم يختارون الثبات على الكفر.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٠٢]]

وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢)

وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ أي من وفاء عهد وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ أي: خارجين عن الطاعة مارقين، فلذلك أخذناهم.

قال الزمخشري: الضمير (للناس) على الإطلاق، أي وما وجدنا لأكثر الناس من عهد. يعني: أن أكثر الناس نقض عهد الله وميثاقه في الإيمان والتقوى. والآية اعتراض.

ويجوز أن يرجع الضمير إلى الأمم المذكورين، وأنهم كانوا، إذا عاهدوا الله في ضرّ ومخافة، لئن أنجيتنا لنؤمنن، ثم نجاهم، نكثوا.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (٧) : آية ١٠٣]]

ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣)

ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ أي: الرسل المتقدم ذكرهم، وهم نوح وهود وصالح

<<  <  ج: ص:  >  >>