للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصيحة. أي فأراد بلوغ المغرب فأتبع سببا يوصله، لقوله: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ أي أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب، وهو مغرب الأرض وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ أي ذات حمأة وهو الطين الأسود، وقرئ (حامية) أي حارّة. وقد تكون جامعة للوصفين و (وجد) يكون بمعنى (رأى) لما ذكره الراغب وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً أي أمة. ثم أشار تعالى إلى أنه مكنه منهم، وأظهره بهم، وحكمه فيهم، وجعل له الخيرة في شأنهم، بقوله: قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ أي بالقتل وغيره وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً بالعفو. ثم بين تعالى عدله وإنصافه، ليحتذى حذوه، بقوله سبحانه.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : آية ٨٧]]

قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (٨٧)

قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ أي بالبغي والفساد في الأرض بالشرك والضلال والإضلال فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ أي في الآخرة فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً أي منكرا لم يعهد مثله.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : آية ٨٨]]

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (٨٨)

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ أي في الدارين جَزاءً الْحُسْنى يقرأ بالرفع والإضافة. وهو مبتدأ، أو مرفوع بالظرف أي فله جزاء الخصلة الحسنى. ويقرأ بالرفع والتنوين والْحُسْنى بدل أو خبر مبتدأ محذوف. ويقرأ بالنصب والتنوين. أي:

فله الحسنى جزاء. فهو مصدر في موضع الحال. أي مجزيّا بها. أو هو مصدر على المعنى. أي يجزي بها جزاء، أو تمييز. ويقرأ بالنصب من غير تنوين. وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين. أفاده أبو البقاء.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الكهف (١٨) : الآيات ٨٩ الى ٩٠]

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (٨٩) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (٩٠)

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً أي طريقا راجعا من مغرب الشمس، موصلا إلى مشرقها

<<  <  ج: ص:  >  >>