للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ١٩ الى ٢١]

قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١)

قالَ أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى أي هيئتها الأولى فتنتفع بها كما كنت تنتفع من قبل. أي ليس القصد تخويفك، بل إظهار ما فيها من استعداد قبول الحياة، ومشاهدة معجزة وبرهان لك.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : الآيات ٢٢ الى ٢٣]

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣)

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ أي إبطك تَخْرُجْ بَيْضاءَ أي نيّرة مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أي قبيح وعيب كبياض البرص مما ينفر عنه. واعتمد الزمخشريّ أن قوله تعالى مِنْ غَيْرِ سُوءٍ كناية عن البرص. كما كني عن العورة بالسوأة، قال: والبرص أبغض شيء إلى العرب، وبهم عنه نفرة عظيمة. وأسماعهم لاسمه مجّاجة. فكان جديرا بأن يكنى عنه. ولا ترى أحسن ولا ألطف ولا أحرّ للمفاصل من كنايات القرآن وآدابه. انتهى. آيَةً أُخْرى أي معجزة أخرى غير العصا لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى متعلق بمضمر ينساق إليه النظم الكريم. أي أريناك ما أريناك الآن، مع أن حقهما أن يظهرا بعد التحدي والمناظرة، لنريك أولا بعض آياتنا الكبرى، فيقوى قلبك على مناظرة الطغاة. وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة طه (٢٠) : آية ٢٤]]

اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤)

اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ تخلص إلى ما هو المقصود من تمهيد المقدمات السالفة. فصل عما قبله من الأوامر إيذانا بأصالته. أي اذهب إليه بما رأيته من الآيات الكبرى، وادعه إلى عبادتي وحذره نقمتي. أفاده أبو السعود.

وقوله تعالى: إِنَّهُ طَغى أي جاوز الحد في التكبّر والعتوّ، حتى تجاسر على

<<  <  ج: ص:  >  >>