للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمور في الكتاب، فلو اقتصر على الأصغر لتوهم متوهم أنه يثبت فيه الصغائر لكونها محل النسيان. وأما الأكبر فلا ينسى فلا حاجة إلى إثباته، فاعلم أن الإثبات في الكتاب ليس كذلك. فإن الأكبر مكتوب فيه أيضا. وقوله تعالى:

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة سبإ (٣٤) : آية ٤]]

لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)

لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ علة لقوله تعالى لَتَأْتِيَنَّكُمْ وبيان لما يقتضي إتيانها من جزاء المحسن والمسيء أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ أي عيش هنيء في الآخرة.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة سبإ (٣٤) : آية ٥]]

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥)

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا أي بالطعن فيها ونسبتها إلى السحر والشعر وغير ذلك. مُعاجِزِينَ أي مقدرين الغلبة والعجز في زعمهم الفاسد وظنهم الباطل أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ وهو أسوأ العذاب ومِنْ للبيان أَلِيمٌ بالرفع صفة (عذاب) ، وبالجرّ صفة ل (رجز) قراءتان. وقد جوّز في قوله وَالَّذِينَ سَعَوْا أن يكون مبتدأ، وجملة أُولئِكَ.. إلخ خبره وأن يعطف على الَّذِينَ قبله. أي ويجزي الذين سعوا. ويكون جملة أُولئِكَ التي بعده مستأنفة، والتي قبله معترضة. وفي التعبير عن طعنهم وصدّهم بالسعي، تمثيل لحالهم. فإن المكذب آت بإخفاء آيات بينات، فيحتاج إلى السعي العظيم والجدّ البليغ، ليروّج كذبه لعله يعجز المتمسك به.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة سبإ (٣٤) : الآيات ٦ الى ٨]

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨)

وَيَرَى أي يعلم الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي

<<  <  ج: ص:  >  >>