للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٥٥]]

أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥)

أَفَلا تَذَكَّرُونَ أي أنه منزه عن ذلك.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٥٦]]

أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦)

أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ أي حجة واضحة وبرهان قاطع. ثم لا يجوز أن يكون ذلك عقليا، لاستحالته عند الفعل. فغايته أن يكون مأثورا عن أسفار مقدسة.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٥٧]]

فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧)

فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ

أي المسطور فيه ذلك عن وحي سماوي إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

أي في دعواكم. وهذا كقوله تعالى: أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ [الروم: ٣٥] ، وفيه إشعار بأن المدار في الدعوى على البرهان البين. وأنها بدونه لا يقام لها وزن.

[القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الصافات (٣٧) : آية ١٥٨]]

وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨)

وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً أي قربا منه. قال مجاهد: قال المشركون:

الملائكة بنات الله تعالى. فقال أبو بكر رضي الله عنه: فمن أمهاتهن؟ قالوا: بنات سروات الجن. وكذا قال قتادة وابن زيد. ثم أشار إلى أن لا نسبة تقتضي النسب بوجه ما. عدا عن استحالة ذلك عقلا، بقوله: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ أي المنسوب إليهم هذا النسب إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أي في النار يوم القيامة. لكون الجنة كالجن، علما في الأغلب للفرقة الفاسقة عن أمر ربها من عالم الشياطين. أي: فالمنسوب إليهم يتبرؤون من هذه النسبة، لما يعلمون من أنفسهم أنهم من أهل السعير، لا من عالم الأرواح الطاهرة، فما بال هؤلاء المشركين يهرفون بما لا يعرفون؟ وفسر بعضهم (الجنة) بالملائكة المحدّث عنها قبل. والضمير في (إنهم) للكفرة. ولعل ما ذكرناه أولى، لخلوّه عن تشتيت الضمائر، ولموافقته للأغلب من استعمال الجن والجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>