للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك حبك الشّعر: آثار تثنّيه وتكسّره. و (الحبك) بضمتين جمع حباك، كمثال ومثل وكتاب وكتب. أو حبيكة كطريقة وطرق. قال زهير يصف غديرا:

مكلل بأصول النّجم تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائه حبك

ويقال: ما أملح حباك هذه الحمامة! وهو الخط الأسود على جناحها.

وعن الحسن: (ذاتِ الْحُبُكِ) أي النجوم قال: حبكت بالخلق الحسن، حبكت بالنجوم. وذلك لأنها تزين السماء، كما يزين الثوب الموشّى تحبيكه، فشبهت النجوم بطرائق الوشي مجازا بالاستعارة.

وقال بعض علماء الفلك: الحبك جمع حبيكة، بمعنى محبوكة، أي: مربوطة.

فمعنى (ذاتِ الْحُبُكِ) ذات المجاميع من الكواكب المربوط بعضها ببعض بحبال من الجاذبية، فإن كل حبيكة مجموعة من الكواكب المتجاذبة. فالآية الشريفة نص على تعدد المجاميع وعلى الجاذبية التي يزعم الأفرنج أنهم مكتشفوها. وعليه، في إحدى معجزات القرآن العلمية. انتهى.

إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ أي متخالف متناقض. قال ابن زيد: يتخرصون يقولون: هذا سحر ويقولون: إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ يُؤْفَكُ أي يصرف عَنْهُ مَنْ أُفِكَ أي صرف عن الحق الصريح الصرف التام، إذ لا صرف أشد منه.

وقد ذكر القاضي في مناسبة المقسم به للمقسم عليه، هو تشبيه أقوالهم في اختلافها، وتنافي أغراضها، بالطرائق للسموات في تباعدها، واختلاف غاياتها.

ثم أشار أنهم لم يؤفكوا لاتباعهم الدلائل، بل لأخذهم بالخرص والتخمين، بقوله تعالى:

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١٠ الى ١٣]

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (١١) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ أي لعن الآخذون بالتخمين، مع ترك دلائل اليقين الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ أي في جهل يغمرهم عن وجوب اتباع الدلائل القاطعة، وترك الشبهات الواهية ساهُونَ أي غافلون عما أتاهم، وعما نزل إليهم، بالانهماك في اللذات البدنية، واستئثار الحظوظ العاجلة يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ أي متى يوم الجزاء، ويوم

<<  <  ج: ص:  >  >>