للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن مشيتها من بين جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل

فقيل في ذمه:

هذه جوالة خراجة ولاجة، ومن مدح القصر قول كثير: [الطويل]

وأنت التي حببت كل قصيرة ... إليّ ولم تشعر بذاك القصائر

أريد قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطى شر النساء البحاتر

قال الحسن: مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ليس بطوافات في الطرق، والْخِيامِ: البيوت من الخشب والثمام وسائر الحشيش، وهي بيوت المرتحلين من العرب، وخيام الجنة بيوت اللؤلؤ. وقال عمر بن الخطاب: هي در مجوف. ورواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان بيت المسكين عند العرب من شعر فهو بيت، ولا يقال له خيمة، ومن هذا قول جرير: [الوافر]

متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام

ومنه قول امرئ القيس: [المتقارب] أمرخ خيامهم أم عشر يستفهم هل هم منجدون أم غائرون لأن العشر مما لا ينبت إلا في تهامة، والمرخ مما لا ينبت إلا في نجد.

والرفرف: ما تدلى من الأسرة من غالي الثياب والبسيط: وكذلك قال ابن عباس وغيره: إنها فضول المحابيس والبسط، وقال ابن جبير، الرفرف: رياض الجنة.

قال القاضي أبو محمد: والأول أصوب وأبين، ووجه قول ابن جبير: إنه من رف البيت، إذا تنعم وحسن، وما تدلى حول الخباء من الخرقة الهفافة يسمى رفرفا، وكذلك يسميه الناس اليوم. وقال الحسن ابن أبي الحسن، الرفرف: المرافق، والعبقري: بسط حسان فيها صور وغير ذلك، تصنع بعبقر، وهو موضع يعمل فيه الوشي والديباج ونحوه قال ابن عباس: العبقري: الزرابي. وقال ابن زيد: هي الطنافس.

وقال مجاهد: هي الديباج الغليظ.

وقرأ زهير الفرقبي: «رفارف» بالجمع وترك الصرف. وقرأ أبو طمعة المدني: وعاصم في بعض ما روي عنه «رفارف» بالصرف، وكذلك قرأ عثمان بن عفان: «رفارف وعباقر» بالجمع والصرف، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وغلط الزجاج والرماني هذه القراءة. وقرأ أيضا عثمان في بعض ما روي عنه:

«عباقر» : بفتح القاف والباء، وهذا على أن اسم الموضع «عباقر» بفتح القاف، والصحيح في اسم الموضع: «عبقر» ، قال الشاعر [امرؤ القيس] : [الطويل]

كأن صليل المروحين تشذه ... صليل الزيوف بنتقدن بعبقرا

قال الخليل والأصمعي: إذا استحسنت شيئا واستجادته قالت عَبْقَرِيٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>