للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جائز لو قرىء بِهِ «١» . زعم الكِسَائِيّ: أن العرب تُؤْثر الرفعَ إِذَا أضافوا اليوم إلى يفعل، وتفعلُ، وأفعلُ، ونفعلُ فيقولون: هَذَا يومُ نفعلُ ذاك، وأفعل ذاك، ونفعلُ ذاك. فإذا قَالُوا: هَذَا يومَ فعلتَ، فأضافوا يوم إلى فعلتُ أَوْ إلى إذْ «٢» آثروا النصب، وأنشدونا:

عَلَى حينِ عاتبتُ المشيبَ عَلَى الصِّبا ... وقلتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشَّيبُ وازِعُ؟ «٣»

وتجوز «٤» فِي اليَاءِ والتاء ما يجوز فِي فعلت، والأكثر ما فسّر الكِسَائِيّ.

[ومن سورة المطففين]

قوله عز وجل: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) .

نزلت أَوَّل قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إلى المدينة، فكان أهلها إِذَا ابْتاعوا كَيْلًا أَوْ وزنًا استوفَوْا وأفرطوا. وإذا باعوا كيلًا أو وزنا نقصوا فنزلت «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» فانتهَوْا، فهم أَوْ فِي النَّاس «٥» كيْلًا إلى يومهم هَذَا.

[قَالَ] «٦» قَالَ الفراء: ذُكرَ أن «وَيْلٌ» وادٍ فِي جهنم، والويل الَّذِي نعرف «٧» .

وقوله عز وجل: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ [١٣١/ ا] وَزَنُوهُمْ «٨» (٣) الهاء فِي موضع نصب، تَقُولُ: قَدْ كِلتك طعامًا كثيرًا، وكِلتني مثله. تريد: كِلْتَ لي،


(١) قرأ بالنصب زيد بن على والحسن وأبو جعفر وشيبة والأعرج وباقى السبعة (البحر المحيط ٨/ ٤٣٧) بإضمار يدانون (تفسير الزمخشري ٤/ ١٩٣) وقرأ بالرفع ابن أبى إسحق، وعيسى، وابن جندب وابن كثير وأبو عمرو (البحر المحيط ٨/ ٤٣٧) ، وأجاز الزمخشري فيه أن يكون بدلا مما قبله أو على: هو يوم لا تملك (تفسير الزمخشري ٤/ ١٩٣) .
(٢) فى ش: وإلى إذ. [.....]
(٣) فى ش: وأنشدوا، والبيت للنابغة، ورواية الديوان: ألمّا أصح مكان ألمّا تصح وازع: زاجر.
(الكتاب: ١: ٣٦٩) .
(٤) فى ش: ويجوز.
(٥) عبارة القرطبي التي نقلها عن الفراء: فهم من أوفى الناس (تفسير القرطبي ١٩/ ٢٥٠) .
(٦) سقط فى ش.
(٧) أي: العذاب والهلاك.
(٨) فى جميع النسخ ورد الكلام عن الآية ٣ قبل الآية ٢.