للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تنطلق لأنك تريد: ما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أَمَرْتَ لأنَّكَ تريدُ مَا أحسنَ أمرك. ومثله قوله «١» (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ) كأنه قيل لَهُ: افعل الأمر الَّذِي تؤمر. ولو أريد بِهِ إنسان أو غيره لَجازَ وإن لَمْ يظهر الباء لأن العرب قد تَقُولُ: إني لآمرك وآمر بك وأكفرك وأكفر بك فِي معنى واحد. ومثله كَثِير، منه قولهم:

إذا قَالَتْ حَذَامِ فأنصتُوها ... فإنّ القول ما قالت حَذَامِ «٢»

يريدُ: فأنصتوا لَهَا، وقال الله تبارك وتعالى (أَلا إِنَّ «٣» ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) وهي فِي موضع (يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ) و (كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) واصدع: أظهر دينك.

[ومن سورة النحل]

[قوله: سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ] .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عِمَاد بن الصلت الْعُكْلي عَن سَعِيد بْن مسروق أَبِي سُفْيَان عَن الربيع بن خَيْثَم «٤» أَنَّه قرأ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا تُشْرِكُونَ) الْأُولى والتي بَعْدَها كلتاهما «٥» بالتاء: وتقرأ بالياء. فمن قَالَ بالتاء فكأنه خاطبهم ومن قرأ بالياء فكأنَّ القرآن نَزَلَ عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ (سُبْحانَهُ) يعجِّبه من كفرهم وإشراكهم.

وقوله: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ [٢] بالياء، و (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) بالتاء «٦» . وقراءة أصحاب عبد الله (ينزّل الملائكة) بالياء.


(١) الآية ١٠٢ سورة الصافات.
(٢) سبق هذا البيت فى ص ٢١٥ من الجزء الأول.
(٣) الآية ٦٨ سورة هود.
(٤) فى ا: «خثيم، بتقدم المثلثة على الياء. والتصويب من الخلاصة. وكانت وفاته سنة ٦٤ هـ
(٥) وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٦) هذه قراءة ردح عن يعقوب، ووافته الحسن.