للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَرِقَ وأَبْرَقَ «١» ، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال عزّ وجل: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ [القيامة/ ٧] ، وقرئ: (برق) «٢» ، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق:

الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة:

شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة «٣» . وبَرَقَ طعامه بزيت:

إذا جعل فيه قليلا يلمع منه، والبارقة والأُبَيْرِق:

السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ صلّى الله عليه وسلم لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد:

إذا تهدّد.

[برك]

أصل البَرْك صدر البعير وإن استعمل في غيره، ويقال له: بركة، وبَرَكَ البعير: ألقى بركه، واعتبر منه معنى اللزوم، فقيل: ابْتَرَكُوا في الحرب، أي: ثبتوا ولازموا موضع الحرب، وبَرَاكَاء الحرب وبَرُوكَاؤُها للمكان الذي يلزمه الأبطال، وابْتَرَكَتِ الدابة: وقفت وقوفا كالبروك، وسمّي محبس الماء بِرْكَة، والبَرَكَةُ: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.

قال تعالى: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ ٩٦] ، وسمّي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة.

والمُبَارَك: ما فيه ذلك الخير، على ذلك:

وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/ ٥٠] تنبيها على ما يفيض عليه من الخيرات الإلهية، وقال:

كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ [الأنعام/ ١٥٥] ، وقوله تعالى: وَجَعَلَنِي مُبارَكاً [مريم/ ٣١] أي: موضع الخيرات الإلهية، وقوله تعالى:

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [الدخان/ ٣] ، رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً [المؤمنون/ ٢٩] أي: حيث يوجد الخير الإلهي، وقوله تعالى:

وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً [ق/ ٩] فبركة ماء السماء هي ما نبّه عليه بقوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ [الزمر/ ٢١] ، وبقوله تعالى: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ [المؤمنون/ ١٨] ، ولمّا كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا


(١) أجاز أبو عمر وأبو عبيدة: أبرق وأرعد ولم يجزه الأصمعي.
(٢) وهي قراءة نافع وأبي جعفر المدنيّين. راجع: الإتحاف ص ٤٢٨.
(٣) راجع المثل في المجمل ١/ ١٢١، وأساس البلاغة ص ٢٠، ومجمع الأمثال ١/ ٣٨٨.

<<  <   >  >>