للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأسود) «١» للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل: حمراء العجان «٢» ، والأحمران: اللحم والخمر «٣» ، اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حَمْرَاء: جدبة، للحمرة العارضة في الجوّ منها، وكذلك حَمَّارَة «٤» القيظ: لشدّة حرّها، وقيل:

وِطَاءَة حَمْرَاء: إذا كانت جديدة، ووطاءة دهماء:

دارسة.

[حمل]

الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظّهر: حِمْل.

وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى:

وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ [فاطر/ ١٨] ، يقال: حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلًا، قال الله تعالى:

وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ [العنكبوت/ ١٣] ، وقال تعالى: وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ

[العنكبوت/ ١٢] ، وقال تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [التوبة/ ٩٢] ، وقال عزّ وجلّ: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ [النحل/ ٢٥] ، وقوله عزّ وجلّ: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ

[الجمعة/ ٥] ، أي: كلّفوا أن يتحمّلوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حَمَّلْتُهُ كذا فَتَحَمَّلَهُ، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَهُ، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى: فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً [الرعد/ ١٧] ، حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ [الحاقة/ ١١] ، وقوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ [النور/ ٥٤] ، وقال تعالى: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [البقرة/ ٢٨٦] ، وقال عزّ وجل:

وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر/ ١٣] ، ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء/ ٣] ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [الحاقة/ ١٤] .


(١) الحديث: «بعثت إلى الأحمر والأسود» . أخرجه مسلم في المساجد ٢/ ٦٣، والدارمي في مسنده في السير ٢٧.
(٢) ومنه قول عليّ لرجل من الموالي: اسكت يا ابن حمراء العجان، أي: يا ابن الأمة، والعجان: ما بين القبل والدّبر، وهي كلمة تقولها العرب في السبّ والذم انظر: اللسان (حمر) .
(٣) يقال: أهلك الرجال الأحمران، أي: اللحم والخمر، وأهلك النساء الأحمران، أي: الذهب والفضة.
(٤) يقال: حمارّة القيظ، وحمارته، بالتشديد والتخفيف، وحمرّة الصيف. راجع اللسان: حمر.

<<  <   >  >>