للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأعراف/ ١٥٠] ، وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا

[النور/ ٢٨] ، ويقال: رَجَعْتُ عن كذا رَجْعاً، ورَجَعْتُ الجواب «١» نحو قوله:

فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ [التوبة/ ٨٣] ، وقوله: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ

[المائدة/ ٤٨] ، وقوله: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى

[العلق/ ٨] ، وقوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [الأنعام/ ١٦٤] ، يصحّ أن يكون من الرُّجُوعِ، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

«٢» ، ويصحّ أن يكون من الرّجع، كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «٣» ، وقد قرئ: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ «٤» بفتح التّاء وضمّها، وقوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

[الأعراف/ ١٦٨] ، أي: يرجعون عن الذّنب، وقوله: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ [الأنبياء/ ٩٥] ، أي: حرّمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال: قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [الحديد/ ١٣] ، وقوله: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ ٣٥] ، فمن الرّجوع، أو من رجع الجواب، كقوله:

يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ

[سبأ/ ٣١] ، وقوله: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ

[النمل/ ٢٨] ، فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل/ ٣٥] ، وقوله: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ

[الطارق/ ١١] ، أي: المطر «٥» ، وسمّي رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال: ليس لكلامه مَرْجُوعٌ، أي: جواب. ودابة لها مرجوع:

يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة رَاجِعٌ: تردّ ماء الفحل فلا تقبله، وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلّه، والارْتِجَاعُ: الاسترداد، وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. والتَّرْجِيعُ: ترديد الصّوت باللّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول مرّتين فصاعدا، ومنه: التَّرْجِيعُ في


(١) قال ابن منظور: ورجعان الكتاب: جوابه، يقال: رجع إليّ الجواب يرجع رجعا ورجعانا. انظر: اللسان (رجع) .
(٢) سورة البقرة: آية ٢٨، وهي قراءة يعقوب، وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم. راجع: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص ٢١٥.
(٣) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وأبي جعفر. انظر: الإتحاف ص ١٣١، والآية رقمها ٢٨١ من سورة البقرة.
(٤) سورة البقرة: آية ٢٨١.
قرأ تُرْجَعُونَ يعقوب وأبو عمرو، والباقون ترجعون انظر: إرشاد المبتدي ص ٢١٥، والإتحاف ص ١٣١.
(٥) قال ابن عباس في الآية: المطر بعد المطر. انظر: الدر المنثور ٨/ ٤٧٦.

<<  <   >  >>