للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَاذَ فلان بفلان، ومنه قوله تعالى: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ

[البقرة/ ٦٧] ، وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ

[الدخان/ ٢٠] ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ

[الفلق/ ١] ، إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ

[مريم/ ١٨] . وأَعَذْتُهُ بالله أُعِيذُهُ.

قال: إِنِّي أُعِيذُها بِكَ

[آل عمران/ ٣٦] ، وقوله: مَعاذَ اللَّهِ

[يوسف/ ٧٩] ، أي:

نلتجئ إليه ونستنصر به أن نفعل ذلك، فإنّ ذلك سوء نتحاشى من تعاطيه. والْعُوذَةُ: ما يُعَاذُ به من الشيء، ومنه قيل للتّميمة والرّقية: عُوذَةٌ، وعَوَّذَهُ: إذا وقاه، وكلّ أنثى وضعت فهي عَائِذٌ إلى سبعة أيام.

[عور]

العَوْرَةُ سوأة الإنسان، وذلك كناية، وأصلها من العَارِ وذلك لما يلحق في ظهوره من العار أي: المذمّة، ولذلك سمّي النساء عَوْرَةً، ومن ذلك: العَوْرَاءُ للكلمة القبيحة، وعَوِرَتْ عينه عَوَراً «١» ، وعَارَتْ عينه عَوَراً «٢» ، وعَوَّرَتْهَا، وعنه اسْتُعِيرَ: عَوَّرْتُ البئر، وقيل للغراب: الْأَعْوَرُ، لحدّة نظره، وذلك على عكس المعنى ولذلك قال الشاعر:

٣٣٥-

وصحاح العيون يدعون عُوراً

«٣» والعَوارُ والعَوْرَةُ: شقّ في الشيء كالثّوب والبيت ونحوه. قال تعالى: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ

[الأحزاب/ ١٣] ، أي: متخرّقة ممكنة لمن أرادها، ومنه قيل: فلان يحفظ عَوْرَتَهُ، أي: خلله، وقوله: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ

[النور/ ٥٨] ، أي: نصف النهار وآخر الليل، وبعد العشاء الآخرة، وقوله: الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ

[النور/ ٣١] ، أي: لم يبلغوا الحلم. وسهم عَائِرٌ: لا يدرى من أين جاء، ولفلان عَائِرَةُ عين من المال «٤» . أي:

ما يعور العين ويحيّرها لكثرته، والْمُعَاوَرَةُ قيل في معنى الاستعارة. والعَارِيَّةُ فعليّة من ذلك، ولهذا يقال: تَعَاوَرَهُ العواري «٥» ، وقال بعضهم «٦» : هو من العَارِ، لأنّ دفعها يورث المذمّة والعَارَ، كما قيل في المثل: (إنه قيل لِلْعَارِيَّةِ أين تذهبين؟

فقالت: أجلب إلى أهلي مذمّة وعَاراً) «٧» ، وقيل:

هذا لا يصحّ من حيث الاشتقاق، فإنّ العَارِيَّةَ من الواو بدلالة: تَعَاوَرْنَا، والعار من الياء لقولهم:


(١) قال السرقسطي: عورت العين عورا، وأعورت: ذهب بصرها. انظر: الأفعال ١/ ٢٠١.
(٢) قال السرقسطي: عار عين الرجل عورا، وأعورها: فقأها. قال: وزاد أبو حاتم: وأعرتها وعوّرتها. انظر: الأفعال ١/ ٢٠٣.
(٣) الشطر في اللسان (عور) دون نسبة، وتهذيب اللغة ٣/ ١٧١، وعمدة الحفاظ: عور.
(٤) انظر: المجمل ٣/ ٦٣٦، وأساس البلاغة ص ٣١٦.
(٥) انظر: اللسان (عور) .
(٦) هو الخليل في العين ٢/ ٢٣٩ قال ابن منظور: وهو قويل ضعيف.
(٧) انظر: البصائر ٤/ ١١٢، وأمثال أبي عبيد ص ٢٩٧، ومجمع الأمثال ٢/ ١٨٩.

<<  <   >  >>