للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالسّيف، فقيل: فلان غَرْبُ اللّسان، وسمّي الدّلو غَرْباً لتصوّر بعدها في البئر، وأَغْرَبَ الساقي: تناول الْغَرْبَ، والْغَرْبُ: الذّهب «١» لكونه غَرِيباً فيما بين الجواهر الأرضيّة، ومنه: سهم غَرْبٌ: لا يدرى من رماه. ومنه: نظر غَرْبٌ:

ليس بقاصد، و، الْغَرَبُ: شجر لا يثمر لتباعده من الثّمرات، وعنقاء مُغْرِبٌ، وصف بذلك لأنه يقال: كان طيرا تناول جارية فَأَغْرَبَ «٢» بها. يقال عنقاء مُغْرِبٌ، وعنقاء مُغْرِبٍ بالإضافة.

والْغُرَابَانِ: نقرتان عند صلوي العجز تشبيها بِالْغُرَابِ في الهيئة، والْمُغْرِبُ: الأبيض الأشفار، كأنّما أَغْرَبَتْ عينُهُ في ذلك البياض. وَغَرابِيبُ سُودٌ

[فاطر/ ٢٧] ، قيل: جَمْعُ غِرْبِيبٍ، وهو المُشْبِهُ لِلْغُرَابِ في السّواد كقولك: أسود كحلك الْغُرَابِ.

[غرض]

الغَرَضُ الهدف المقصود بالرّمي، ثم جعل اسما لكلّ غاية يتحرّى إدراكها، وجمعه:

أَغْرَاضٌ، فَالْغَرَضُ ضربان: غَرَضٌ ناقص وهو الذي يتشوّق بعده شيء آخر كاليسار والرّئاسة ونحو ذلك مما يكون من أَغْرَاضِ الناس، وتامّ وهو الذي لا يتشوّق بعده شيء آخر كالجنّة.

[غرف]

الْغَرْفُ: رفع الشيء وتناوله، يقال: غَرَفْتُ الماء والمرق، والْغُرْفَةُ: ما يُغْتَرَفُ، والْغَرْفَةُ للمرّة، والْمِغْرَفَةُ: لما يتناول به. قال تعالى:

إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ

[البقرة/ ٢٤٩] ، ومنه استعير: غَرَفْتُ عرف الفرس: إذا جززته «٣» ، وغَرَفْتُ الشّجرةَ، والْغَرَفُ: شجر معروف، وغَرَفَتِ الإبل: اشتكت من أكله «٤» ، والْغُرْفَةُ: علّيّة من البناء، وسمّي منازل الجنّة غُرَفاً. قال تعالى: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا

[الفرقان/ ٧٥] ، وقال: لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً

[العنكبوت/ ٥٨] ، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ

[سبأ/ ٣٧] .

[غرق]

الغَرَقُ: الرّسوب في الماء وفي البلاء، وغَرِقَ فلان يَغْرَقُ غَرَقاً، وأَغْرَقَهُ. قال تعالى: حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ

[يونس/ ٩٠] ، وفلان غَرِقَ في نعمة فلان تشبيها بذلك. قال تعالى:

وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ

[البقرة/ ٥٠] ، فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً

[الإسراء/ ١٠٣] ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء/ ٦٦] ، ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ [الشعراء/


(١) في اللسان: الغرب: الذهب، وقيل: الفضة.
(٢) انظر: ثمار القلوب ص ٤٥٠، والحيوان ٧/ ١٢٠، وحياة الحيوان ٢/ ٨٧.
(٣) راجع المجمل ٣/ ٦٩٤.
(٤) قال السرقسطي: غرفت الإبل: اشتكت بطونها من أكل الغرف. انظر: الأفعال ٢/ ١٦.

<<  <   >  >>