للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٤٤-

سمعت النّاس ينتجعون غيثا ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا

«١»

[غور]

الغَوْرُ: المُنْهَبِطُ من الأرض، يقال: غَارَ الرجل، وأَغَارَ، وغَارَتْ عينه غَوْراً وغُئُوراً «٢» ، وقوله تعالى: ماؤُكُمْ غَوْراً [الملك/ ٣٠] ، أي: غَائِراً. وقال: أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً [الكهف/ ٤١] . والغارُ في الجبل. قال: إِذْ هُما فِي الْغارِ [التوبة/ ٤٠] ، وكنّي عن الفرج والبطن بِالْغَارَيْنِ «٣» ، والْمَغَارُ من المكان كالغور، قال: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا

[التوبة/ ٥٧] ، وغَارَتِ الشّمس غِيَاراً، قال الشاعر:

٣٤٥-

هل الدّهر إلّا ليلة ونهارها ... وإلّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها

«٤» وغَوَّرَ: نزل غورا، وأَغَارَ على العدوّ إِغَارَةً وغَارَةً. قال تعالى: فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً

[العاديات/ ٣] ، عبارة عن الخيل.

[غير]

غَيْرٌ يقال على أوجه:

الأوّل: أن تكون للنّفي المجرّد من غير إثبات معنى به، نحو: مررت برجل غير قائم. أي: لا قائم، قال: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص/ ٥٠] ، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ ١٨] .

الثاني: بمعنى (إلّا) فيستثنى به، وتوصف به النّكرة، نحو: مررت بقوم غير زيد. أي: إلّا زيدا، وقال: ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [القصص/ ٣٨] ، وقال: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [الأعراف/ ٥٩] ، هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر/ ٣] .

الثالث: لنفي صورة من غير مادّتها. نحو:

الماء إذا كان حارّا غيره إذا كان باردا، وقوله:

كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها [النساء/ ٥٦] .

الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات نحو:

الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [الأنعام/ ٩٣] ، أي:

الباطل، وقوله: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [القصص/ ٣٩] ،


(١) البيت لذي الرمة من قصيدة يمدح بها بلال بن أبي بردة، ومطلعها:
أراح فريق جيرتك الجمالا ... كأنهم يريدون احتمالا
وهو في ديوانه ص ٥٢٨.
(٢) قال أبو عثمان: غار الماء غورا: فاض، وغار النهار: اشتد، وغارت الشمس والقمر والنجوم غيارا: غابت، وغارت العين تغور غئورا، وغار الرجل على أهله يغار غيرة وغارا. انظر: الأفعال ٢/ ٢٢.
(٣) انظر: جنى الجنتين ص ٨٢.
(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/ ٢١، والعضديات ص ٢٤.

<<  <   >  >>