للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ

[النساء/ ١١] .

الرابع: في الكبر والصّغر مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها

[البقرة/ ٢٦] . قيل: أشار بقوله فَما فَوْقَها إلى العنكبوت المذكور في الآية، وقيل: معناه ما فوقها في الصّغر، ومن قال: أراد ما دونها فإنما قصد هذا المعنى، وتصوّر بعض أهل اللّغة أنه يعني أنّ فَوْقَ يستعمل بمعنى دون فأخرج ذلك في جملة ما صنّفه من الأضداد «١» ، وهذا توهّم منه.

الخامس: باعتبار الفضيلة الدّنيويّة. نحو:

وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ

[الزخرف/ ٣٢] ، أو الأخرويّة: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ

[البقرة/ ٢١٢] ، فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران/ ٥٥] .

السادس: باعتبار القهر والغلبة. نحو قوله:

وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ

[الأنعام/ ١٨] ، وقوله عن فرعون: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ [الأعراف/ ١٢٧] ، ومن فوق، قيل: فَاقَ فلان غيره يَفُوقُ: إذا علاه، وذلك من (فَوْقِ) المستعمل في الفضيلة، ومن فَوْقُ يشتقّ فُوقُ السّهم، وسهم أَفْوَقُ: انكسر فُوقُهُ، والْإِفَاقَةُ:

رجوع الفهم إلى الإنسان بعد السّكر، أو الجنون، والقوّة بعد المرض، والْإِفَاقَةُ في الحلب: رجوع الدّرّ، وكلّ درّة بعد الرّجوع يقال لها: فِيقَةٌ، والْفُوَاقُ: ما بين الحلبتين. وقوله:

ما لَها مِنْ فَواقٍ

[ص/ ١٥] ، أي: من راحة ترجع إليها، وقيل: ما لها من رجوع إلى الدّنيا.

قال أبو عبيدة «٢» : (من قرأ: مِنْ فَواقٍ «٣» بالضمّ فهو من فُوَاقِ الناقة. أي: ما بين الحلبتين، وقيل: هما واحد نحو: جمام وجمام) «٤» . وقيل: اسْتَفِقْ ناقتَكَ، أي: اتركها حتى يَفُوقَ لبنها، وفَوِّقْ فصيلَكَ، أي: اسقه ساعة بعد ساعة، وظلّ يَتَفَوَّقُ المخض، قال الشاعر:

٣٥٩-

حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت

«٥»

[فيل]

الفِيلُ معروف. جمعه فِيلَةٌ وفُيُولٌ. قال:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ

[الفيل/ ١] ، ورجل فَيْلُ الرأي، وفَالُ الرأيِ،


(١) يريد بذلك ابن الأنباري، فقد ذكر أنّ فوق من الأضداد. انظر: كتاب الأضداد ص ٢٥٠.
(٢) انظر: مجاز القرآن ٢/ ١٧٩.
(٣) قرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الفاء، وهي لغة تميم وأسد وقيس. انظر: الإتحاف ٣٧٢.
(٤) يقال: جمام المكّوك دقيقا بالكسر والضم. انظر: اللسان (جمّ) .
(٥) هذا شطر بيت للأعشى، وعجزه:
جاءت لترضع شقّ النفس لو رضعا
وهو من قصيدة يمدح بها هوذة بن علي الحنفي، ومطلعها:
بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا ... واحتلّت الغمر فالجدّين فالفرعا
وهو في ديوانه ص ١٠٧، واللسان (فوق) .

<<  <   >  >>