للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرّضا والإثابة «١» . وقيل: القَبُولُ هو من قولهم:

فلان عليه قبول: إذا أحبّه من رآه، وقوله: كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا

[الأنعام/ ١١١] «٢» قيل: هو جمع قَابِلٍ، ومعناه: مُقَابِلٌ لحواسهم، وكذلك قال مجاهد: جماعة جماعة «٣» ، فيكون جمع قَبِيلٍ، وكذلك قوله:

أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا [الكهف/ ٥٥] ومن قرأ قبلا «٤» فمعناه: عيانا «٥» . والقَبِيلُ: جمع قَبِيلَةٍ، وهي الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعض. قال تعالى: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ

[الحجرات/ ١٣] ، وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا

[الإسراء/ ٩٢] ، أي: جماعة جماعة.

وقيل: معناه كفيلا. من قولهم: قَبلْتُ فلانا وتَقَبَّلْتُ به، أي: تكفّلت به، وقيل مُقَابَلَةً، أي:

معاينة، ويقال: فلان لا يعرف قَبِيلًا من دبير «٦» ، أي: ما أَقْبَلَتْ به المرأة من غزلها وما أدبرت به.

والمُقَابَلَةُ والتَّقَابُلُ: أن يُقْبِلَ بعضهم على بعض، إمّا بالذّات، وإمّا بالعناية والتّوفّر والمودّة. قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ

[الواقعة/ ١٦] ، إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [الحجر/ ٤٧] ، ولي قِبَلَ فلانٍ كذا، كقولك:

عنده. قال تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ

«٧» [الحاقة/ ٩] ، فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ [المعارج/ ٣٦] ، ويستعار ذلك للقوّة والقدرة على الْمُقَابَلَةِ، أي: المجازاة، فيقال: لا قِبَلَ لي بكذا، أي: لا يمكنني أن أُقَابِلَهُ، قال:

فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها

[النمل/ ٣٧] ، أي: لا طاقة لهم على اسْتِقْبَالِهَا ودفاعها، والقِبْلةُ في الأصل اسم للحالة التي عليها الْمُقَابِلُ نحو: الجلسة والقعدة، وفي التّعارف صار اسما للمكان الْمُقَابَلِ المتوجّهِ إليه للصلاة.

نحو: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها [البقرة/ ١٤٤] ، والقَبُولُ: ريح الصّبا، وتسميتها بذلك لِاسْتِقْبَالِهَا القِبْلَةَ، وقَبِيلَةُ الرأس: موصل الشّؤن.

وشاة مُقَابلَةٌ: قطع من قِبَلِ أذنها، وقِبَالُ النّعلِ:


(١) انظر: البصائر ٤/ ٢٣٥.
(٢) هذه قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وعاصم. انظر: الإتحاف ص ٢١٥.
(٣) انظر: البصائر ٤/ ٢٣٥، والدر المنثور ٣/ ٣٤١.
(٤) وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر. انظر: الإتحاف ص ٢١٥.
(٥) قال شيخنا أحمد بن محمد حامد الحسين الشنقيطي:
وجا قبل وفق اقتدار، وقد أتى ... لردف عيان لكن القاف تكسر
وفي النوع فاضمم قافه جامعا له ... وذلك في الصاوي إذا كنت تنظر
(٦) انظر: أساس البلاغة (دبر) ، واللسان (دبر) .
(٧) وهي قراءة أبي عمرو والكسائي ويعقوب. الإتحاف ص ٤٢٢.

<<  <   >  >>