للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القتل. قال: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ

[البقرة/ ١٩٣] ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا

[الحشر/ ١٢] ، قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ [التوبة/ ١٢٣] ، وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ [النساء/ ٧٤] ، وقيل: القِتْلُ: العدوّ والقرن «١» ، وأصله الْمُقَاتِلُ، وقوله: قاتَلَهُمُ اللَّهُ

[التوبة/ ٣٠] ، قيل: معناه لعنهم الله، وقيل: معناه قَتَلَهُمْ، والصحيح أنّ ذلك هو المفاعلة، والمعنى: صار بحيث يتصدّى لمحاربة الله، فإنّ من قَاتَلَ الله فَمَقْتُولٌ، ومن غالبه فهو مغلوب، كما قال:

إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ

[الصافات/ ١٧٣] ، وقوله: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ [الأنعام/ ١٥١] ، فقد قيل: إن ذلك نهي عن وأد البنات»

، وقال بعضهم: بل نهي عن تضييع البذر بالعزلة ووضعه في غير موضعه.

وقيل: إنّ ذلك نهي عن شغل الأولاد بما يصدّهم عن العلم، وتحرّي ما يقتضي الحياة الأبديّة، إذ كان الجاهل والغافل عن الآخرة في حكم الأموات، ألا ترى أنه وصفهم بذلك في قوله: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ [النحل/ ٢١] ، وعلى هذا: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ

[النساء/ ٢٩] ، ألا ترى أنه قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ [النساء/ ٣٠] ، وقوله: لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [المائدة/ ٩٥] ، فإنه ذكر لفظ القتل دون الذّبح والذّكاة، إذ كان القَتْلُ أعمّ هذه الألفاظ تنبيها أنّ تفويت روحه على جميع الوجوه محظور، يقال: أَقْتَلْتُ فلانا: عرّضته للقتل، واقْتَتَلَهُ العشقُ والجنُّ، ولا يقال ذلك في غيرهما، والِاقْتِتَالُ: كالمقاتلة. قال تعالى:

وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما [الحجرات/ ٩] .

[قحم]

الِاقْتِحَامُ: توسّط شدّة مخيفة. قال تعالى:

فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

[البلد/ ١١] ، هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ

[ص/ ٥٩] ، وقَحَّمَ الفرسُ فارسَهُ:

توَغَّلَ به ما يخاف عليه، وقَحَمَ فلان نفسه في كذا من غير رويّة، والمَقَاحِيمُ: الذين يَقْتَحِمُون في الأمر، قال الشاعر:

٣٦٣-

مَقَاحِيمُ في الأمر الذي يتجنّب

«٣» ويروى: يتهيّب.


(١) انظر: المجمل ٣/ ٧٤٣، والجمهرة ٢/ ٢٥.
(٢) انظر تفسير الطبري ٨/ ٨٢.
(٣) لم أجده.

<<  <   >  >>