للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستمسَكْتُ بالشيء: إذا تحرّيت الإمساك. قال تعالى: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ

[الزخرف/ ٤٣] ، وقال: أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ

[الزخرف/ ٢١] ، ويقال: تمَسَّكْتُ به ومسكت به، قال تعالى:

وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ

[الممتحنة/ ١٠] .

يقال: أَمْسَكْتُ عنه كذا، أي: منعته. قال:

هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ

[الزمر/ ٣٨] ، وكنّي عن البخل بالإمساك. والمُسْكَةُ من الطعام والشراب: ما يُمْسِكُ الرّمقَ، والمَسَكُ: الذَّبْلُ المشدود على المعصم، والمَسْكُ: الجِلْدُ الممسكُ للبدن.

[مشج]

قال تعالى: مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ

[الإنسان/ ٢] . أي: أخلاط من الدّم، وذلك عبارة عمّا جعله الله تعالى بالنّطفة من القوى المختلفة المشار إليها بقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ إلى قوله خَلْقاً آخَرَ [المؤمنون/ ١٢- ١٤] «١» .

[مشى]

المشي: الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة. قال الله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ

[البقرة/ ٢٠] ، وقال: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ

[النور/ ٤٥] ، إلى آخر الآية. يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً

[الفرقان/ ٦٣] ، فَامْشُوا فِي مَناكِبِها

[الملك/ ١٥] ، ويكنّى بالمشي عن النّميمة. قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ

[القلم/ ١١] ، ويكنّى به عن شرب المسهل، فقيل: شربت مِشْياً ومَشْواً، والماشية: الأغنام، وقيل: امرأة ماشية: كثر أولادها.

[مصر]

المِصْرُ اسم لكلّ بلد ممصور، أي: محدود، يقال: مَصَرْتُ مَصْراً. أي: بنيته، والمِصْرُ:

الحدُّ، وكان من شروط هجر: اشترى فلان الدّار بِمُصُورِهَا. أي: حدودها «٢» . قال الشاعر:

٤٢٤-

وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به ... بين النهار وبين الليل قد فصلا

«٣» وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً

[البقرة/ ٦١] فهو البلد المعروف، وصرفه لخفّته، وقيل:

بل عنى بلدا من البلدان. والماصر: الحاجز بين الماءين، ومَصَرْتُ الناقةَ: إذا جمعت أطراف الأصابع على ضرعها فحلبتها، ومنه قيل: لهم


(١) الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (سورة المؤمنون: آيات ١٢- ١٤) .
(٢) قال ابن فارس: ويقال: إنّ أهل هجر يكتبون في شروطهم: اشترى فلان الدار بمصورها، أي: بحدودها. انظر:
المجمل ٣/ ٨٣٣.
(٣) البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص ١٥٩، والبصائر ٤/ ٥٠٩، والمجمل ٣/ ٨٣٣، واللسان (مصر) ، ونسبه لأميّة.

<<  <   >  >>