للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونَكَلْتُهُ: قَيَّدْتُهُ، والنِّكْلُ: قَيْدُ الدَّابَّةِ، وحديدةُ اللِّجَامِ، لكونهما مانِعَيْنِ، والجمْعُ: الأَنْكَالُ.

قال تعالى: إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً

[المزمل/ ١٢] ونَكَّلْتُ به: إذا فَعَلْتُ به ما يُنَكَّلُ به غيرُه، واسم ذلك الفعل نَكَالٌ. قال تعالى:

فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها

[البقرة/ ٦٦] ، وقال: جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ [المائدة/ ٣٨] وفي الحديث: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ عَلَى النَّكَلِ» «١» ، أي: الرَّجُلَ القَوِيَّ عَلَى الفَرَسِ القَوِيِّ.

[نم]

النَّمُّ: إِظْهَارُ الحَدِيثِ بِالوِشَايَةِ، والنَّمِيمَةُ الوِشَايَةُ، ورَجُلٌ نَمَّامٌ. قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ

[القلم/ ١١] وأصل النَّمِيمَةِ: الهَمْسُ والحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ، ومنه: أَسْكَتَ اللَّهُ نَامَّتَهُ «٢» .

أي: ما يَنِمُّ عليه مِنْ حَرَكَتِهِ، والنَّمَّامُ: نَبْتٌ يَنِمُّ عليه رَائِحَتُهُ، والنَّمْنَمَةُ: خُطُوطٌ مُتَقَارِبَةٌ، وذلك لقِلَّةِ الحَرَكَةِ من كاتِبِهَا في كِتَابَتِهِ.

[نمل]

قال تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ

[النمل/ ١٨] وطَعَامٌ مَنْمُولٌ: فيه النَّمْلُ، والنَّمْلَةُ: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ بالجَنْبِ تشبيهاً بالنَّمْلِ في الهَيْئَةِ، وشَقٌّ في الحافِر، ومنه: فَرَسٌ نَمِلُ القَوَائِمِ: خَفِيفُهَا. ويُستعارُ النَّمْلُ للنَّمِيمَةِ تَصَوُّراً لدَبِيبِهِ، فيقال: هو نَمِلٌ، وذُو نَمْلَةٍ، ونَمَّالٌ. أي:

نَمَّامٌ، وتَنَمَّلَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا للجَمْعِ تَفَرُّقَ النَّمْلِ، ولذلك يقال: هُوَ أَجْمَعُ مِنْ نَمْلَةٍ «٣» ، والأُنْمُلَةُ: طَرَفُ الأَصَابِعِ، وجمْعُه: أَنَامِلُ.

[نهج]

النَّهْجُ: الطريقُ الوَاضِحُ، ونَهَجَ الأمْرُ وأَنْهَجَ:

وَضَحَ، ومَنْهَجُ الطَّرِيقِ ومِنْهَاجُهُ. قال تعالى:

لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً

[المائدة/ ٤٨] ومنه قولهم: نَهَجَ الثَّوْبُ وأَنْهَجَ: بَانَ فِيهِ أَثَرُ البِلَى، وقد أَنْهَجَهُ البِلَى.

[نهر]

النَّهْرُ: مَجْرَى الماءِ الفَائِضِ، وجمْعُه: أَنْهَارٌ، قال تعالى: وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً

[الكهف/ ٣٣] ، وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا

[النحل/ ١٥] وجعل اللهُ تعالى ذلك مثلا لما يَدِرُّ من فَيْضِهِ وفَضْلِهِ في الجنَّة على


(١) عن أبي هريرة قال: إنّ الله يحب النّكل على النّكل. قيل: وما النّكل على النّكل؟ قال: الرجل المجرّب القوي المبدئ المعيد على الفرس القوي المجرّب.
قال ابن كثير: أكثر ظنّي أنه رفعه، وقال غير ابن كثير: عن أبي هريرة، ولا يرفعه. راجع: غريب الحديث ٣/ ٤٤، والفائق ٣/ ١٢٧.
(٢) النّأمة: الصوت، ويقال: أسكت الله نأمته، أي: نغمته وصوته، ويقال: نامّته، بتشديد الميم، فيجعل من المضاعف، وهو ما ينمّ عليه من حركته. اللسان (نأم) ، والمنتخب لكراع ١/ ٤٦.
(٣) مجمع الأمثال ١/ ١٨٨.

<<  <   >  >>