للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ ... «١» الْآيَةَ وَقَالَ: «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ» «٢» .

فَجَعَلَ تَعَالَى طَاعَةَ رَسُولِهِ «٣» طَاعَتَهُ، وَقَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ، وَوَعَدَ عَلَى ذَلِكَ بِجَزِيلِ الثَّوَابِ.. وَأَوْعَدَ عَلَى مُخَالَفَتِهِ بِسُوءِ الْعِقَابِ.

وَأَوْجَبَ امْتِثَالَ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابَ نَهْيِهِ..

قَالَ الْمُفَسِّرُونَ وَالْأَئِمَّةُ: طَاعَةُ الرَّسُولِ فِي الْتِزَامِ سُنَّتِهِ، وَالتَّسْلِيمِ لِمَا جَاءَ بِهِ.. وَقَالُوا: مَا أَرْسَلَ اللَّهُ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا فَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ إِلَيْهِ وَقَالُوا: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فِي سُنَّتِهِ «٤» يُطِعِ اللَّهَ


(١) الاية النساء «٦٨» وبقيتها. أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصالحين.. وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) نزلت هذه الاية في ابن عبد ربه الانصاري حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم اذا مت كنت في عليين فلا نراك. وذكر شدة حزنه لذلك فنزلت الاية.. فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى الله أن يعمي بصره حتى لا يرى غيره فعمي مكانه. وهو الذي رأى واقعة الادان.. وقيل نزلت في ثوبان مولاه صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصبر عن رؤيته فحزن حتى تغير لونه فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ما بي ضر غير اني لا اصبر عنك فذكرت الاخرة وأني لا أراك ثمة لرفعة مقامك وهبوط منزلتي فنزلت الاية.
(٢) الاية «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً» النساء آية «٦٣» .
(٣) ولذا فان الذي لا يقبل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون كافرا.. أرأيت الى عمر بن الخطاب لما جاءه اليهودي والمنافق الذي لم يرض بحكم رسول الله كيف ضرب عنقه وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه.
(٤) وفي نسخة (سننه) . وفي الام للشافعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا الفين احدكم متكئا على أريكته يأتيه ما أمرت او نهيت فيقول: لا أدري!! .. ما وجدنا في كتاب الله عملنا به) .

<<  <  ج: ص:  >  >>