للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عيسى: وفقه هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح وفيه أنه كنى غلاما صغيرا. فقال له يا أبا عمير، وفيه أنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا عمير، ما فعل النّغير؟ لأنه كان له نغير يلعب به، فمات فحزن الغلام عليه فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا عمير: ما فعل النغير؟

٢٢٧- حدثنا عباس بن محمد الدوري. حدثنا علي بن الحسن بن شقيق «١» .

أنبأنا عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:

«قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا. فقال: نعم غير أني لا أقول إلا حقا» «٢» .

٢٢٨- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا خالد بن عبد الله «٣» عن حميد عن أنس بن مالك.

«أن رجلا استحمل «٤» رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إني حاملك على ولد ناقة.


وفي الحديث: مخالطة الرجل مخدومه وصاحبه ودخوله إياه وان كان عالما أو إماما وفيه كنية من لم يولد له أو التسمي باسم بصورة الكنية وفيه التصغير للمرء أو للشيء إذا لم يكن على طريق التحقير. وفيه أن صيد المدينة غير محرم وفيه جواز المزاح فيما ليس اثما وجواز لعب الصبي بالعصفور وتمكين الولي إياه من ذلك وجواز السجع بالكلام الحسن بلا كلفة، وملاطفة الصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع وزيارة الأهل لأن أم سليم والدة أبي عمير هي من محارمه/ راجع العارضة لابن العربي ٢/ ١٣٧ وشرح مسلم للنووي ١٤/ ١٢٩.
(١) علي بن الحسن بن شقيق: المروزي، كان من حفاظ كتب ابن المبارك، توفي سنة ٢١٥ هـ. خرج له الجماعة.
(٢) اخرجه الترمذي/ في البر برقم ١٩٩١ وهو مما تفرد به.
(٣) خالد بن عبد الله: الواسطي المدني مولاهم، ثقة عابد، توفي سنة ١٧٩ هـ وقيل غير ذلك خرج له الستة.
(٤) أي سأله أن يحمله على دابة.

<<  <   >  >>