للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله صلى الله عليه وسلم، وشكا إليه ضيق حاله، فكلمه في أن يبيعه وأصحابه طعاما، ويرهنونه سلاحهم، فأجابهم إلى ذلك.

ثم رجع سلكان إلى أصحابه، فأخبرهم، فأتوه، فخرج إليهم من حصنه، فتماشوا، فوضعوا عليه سيوفهم، ووضع محمد بن مسلمة مغولا «١» ، كان معه في ثنّته «٢» فقتله، وصاح عدو الله صيحة شديدة أفزعت من حوله وأوقدوا النيران، وجاء الوفد حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، وهو قائم يصلي، وجرح الحارث ابن أوس ببعض سيوف أصحابه، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبرىء، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل من وجد من اليهود لنقضهم عهده، ومحاربتهم لله ورسوله.

غزوة أحد «٣»

لما دارت على الظالمين الدوائر في غزوة بدر، وراح أشراف قريش بين قتيل وجريح وأسير أخيذ، فظل أبو سفيان بن حرب يؤلّب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، ويجمع الجموع ويحشد الحشود، قيل: إنه جمع زهاء ثلاثة آلاف من قريش، والحلفاء، والأحابيس وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا، وليحاموا عنهن، ثم أقبل بهم نحو المدينة، فنزل قريبا من جبل أحد بمكان يقال له (عينين) وكان ذلك يوم السبت لسبع ليال خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره، أي من السنة الثالثة.


(١) - المغول: حديدة دقيقة لها حد ماض، وقفا.
(٢) - الثنة: ما كان دون السرة، وفوق العانة.
(٣) - بتصرف من زاد المعاد (٣/ ١٩٢) وراجع أيضا ابن هشام (٣/ ٤١) بتحقيق الدكتور الشيخ أحمد حجازي السقا، طبقة دار التراث العربي. وتاريخ الطبري (٢/ ١٨٧) .

<<  <   >  >>