للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: ٦٠] ، ألا إنّ القوة الرّمي، ألا إنّ القوة الرّمي، ألا إنّ القوة الرّمي» «١» .

والحديث ينوّه بما لإصابة الأهداف من أثر حاسم في كسب المعارك.

والرمي أعمّ من أن يكون بالسهم أو بالرصاص أو بالقنابل.

وعن فقيم اللخمي، قال: قلت لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين تتردّد بينهما- وأنت شيخ كبير يشقّ عليك؟ قال عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعانه، قال: وما ذاك؟ قال: سمعته يقول: «من تعلّم الرّمي ثمّ تركه، فليس منّا!» «٢» .

فانظر كيف يبقى الشيوخ المسنّون على دربتهم في إصابة الهدف، ومهارة اليد، ونشاط الحركة، إنّ الإسلام يفترض المقدرة على القتال، فيوجبها على الشباب والشيوخ جميعا.

وعن أبي نجيح السّلميّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بلغ بسهم، فهو له درجة في الجنّة» ، فبلغت يومئذ عشرة أسهم، وسمعته يقول: «من رمى بسهم في سبيل الله، فهو عدل رقبة محرّرة» «٣» .

وعن عقبة بن عامر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الله عز وجلّ ليدخل بالسّهم الواحد ثلاثة نفر الجنّة: ١- صانعه يحتسب في عمله الخير، ٢- والرّامي به، ٣- ومنبله، الممدّ به، فارموا واركبوا. وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، كلّ لهو باطل، ليس من اللهو محمودا إلا ثلاثة: ١- تأديب الرّجل فرسه، تركبوا، كلّ لهو باطل، ليس من اللهو محمودا إلا ثلاثة: ١- تأديب الرّجل فرسه،


(١) حديث صحيح، أخرجه مسلم: ٦/ ٥٢؛ وأبو داود: ١/ ٣٩٤؛ والترمذي: ٣/ ١١٢؛ وابن ماجه: ٢/ ١٨٨؛ وأحمد: ٤/ ١٥٧، من حديث عقبة بن عامر؛ وصححه الحاكم: ٢/ ١٣٨، على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
(٢) حديث صحيح، أخرجه مسلم: ٦/ ٥٢؛ وروى الجملة الأخيرة منه أصحاب السنن من طريق أخرى يأتي الكلام عليها.
(٣) حديث صحيح، أخرجه أبو داود: ٢/ ١٦٥؛ والنسائي: ٢/ ٥٩؛ وأحمد: ٤/ ٣٨٤؛ والحاكم: ٢/ ٩٥، وقال: «صحيح على شرط الشيخين» ووافقه الذهبي، وإنما هو على شرط مسلم واحده، فإنّ تابعيه معدان بن أبي طلحة لم يخرّج له البخاري، وروى عنه الترمذي: ٣/ ٧، الجملة الأخيرة، وقال: «حديث حسن صحيح» ، وكذلك رواه ابن ماجه: ٢/ ١٨٨، نحوه، لكن من طريق أخرى، وهو رواية للحاكم: ٢/ ٩٦؛ وكذا النسائي: ٢/ ٦٠.

<<  <   >  >>