للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتيماء وغيرهما في محلّ واحد لروابطها الأكيدة فيما بينها.

وكانت هجرة مسلمي مكة وقيام دولة إسلامية بالمدينة سببا لتوتر العلائق بين المسلمين وقريش، فنشأت حروب بينهم ووقعت وقائع بدر وأحد والخندق والحديبية وفتح مكة. فجمعنا الوثائق المتعلقة بهذه الأمور في فصل خاصّ.

ولم تبدأ علائق المسلمين السياسية مع الروم والفرس ومن تحتهم من الحبشة والغساسنة وأهل البحرين وعمان واليمن ونجران وحضرموت ومهرة وغيرها إلّا بعد الحديبية، فذكرنا الوثائق المتصلة بهم في فصلين.

ومن المعروف أن إمبراطور الروم وكسرى الفرس لما دعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أبيا وردّا دعوته. فكتب النبي صلى الله عليه وسلم رأسا إلى الملوك والأمراء الذين تحت سيطرة هذين العظيمين، فمنهم من أجاب فأفلح ومنهم من أدبر فهلك.

وسيرى الناظر في الفصل الخاص بقبائل العرب أن الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم كان أن يفرق بينهم وبين قريش فيحيط مكة بقبائل خاضعة للإسلام أو معاهدة للمسلمين. فكان أوّل عمل سياسيّ عمله النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة أن عاهد القبائل التي سكنت في ما بين المدينة وساحل البحر مثل جهينة وضمرة وغفار، وكانت ديارهم في طريق قريش في رحلتهم الصيفية إلى الشأم ومصر، فسدّها النبي وأعانه عليه حلفاؤه من هذه القبائل.

ثم إنّ النبي صلى الله عليه وسلم عاهد قبائل خزاعة وأسلم وغيرهما ممن سكنوا حول مكة فاضطرت قريش فحاربت المسلمين فانكسرت وخضعت أخيرا. وقد جمعنا جميع هذه الوثائق التي لها علاقة بهذه القبائل مرتّبة على حسب ذلك. ثم أوردنا الكتب التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمّاله وقت ردّة اليمن واليمامة وأضفنا إليها بعض ما كتبه أبو بكر من الوثائق المتصلة بهذه الفترة.

ولما حجّ النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع في آخر السنة العاشرة للهجرة خطب خطبته المشهورة في عرفة على جبل الرحمة وبيّن فيها حقوق

<<  <   >  >>